بعد ان مارس القتل لسنوات عدة بحق الليبيين الابرياء، لا سيما ابان ثورة 17 فبراير في ال2011، مثُل الساعدي نجل القذافي امام القضاء الليبي بتهمة القتل والتعذيب.
وأرجأت محكمة طرابلس محاكمة القذافي يوم الاحد الماضي، الى 19 يوليو المقبل، بناء على طلب الدفاع الذي اراد مزيدا من الوقت لقراءة ملف القضية وتحضير المرافعة.
من هو الساعدي القذافي؟
الساعدي القذافي لمع اسمه ابان ثورة فبراير باعتباره زعيم احد الكتائب التي اوكل اليها ابوه معمر، الى جانب الكتائب الاخرى محاولة اخماد الثورة.
هو الابن الثالث للرئيس الليبي السابق معمر القذافي بين اولاده السبعة. اشقاؤه هم: محمد القذافي، سيف الإسلام القذافي، هانيبال القذافي، المعتصم القذافي، سيف العرب القذافي، خميس القذافي، عائشة القذافي، واخوه ميلاد (احد ابناء القذافي بالتبني).
ولد الساعدي في 25 مايو، 1973، في طرابلس في ليبيا، ومارس ابان حكم والده عمله العسكري كمعاون امر ركن الوحدات الأمنية, كما أنه لاعب كرة قدم ينشط في مركز المهاجم.
معارك الثورة
لعبت كتيبة الساعدي دورا كبيرا الى جانب كتائب ابيه، في مقاتلة الثوار في ال2011 ابرزها معركة بنغازي الثانية حين وصلت الكتائب إلى مشارف بنغازي وأطبقت حصارا على المدينة التي تعد معقل الثوار وأحصنها وتحتضن مقر المجلس الوطني الانتقالي.
وكانت الكتائب قاب قوسين او ادنى من هزيمة الثوار واعلان النصر لولا التدخل الدولي الذي شرعنه قرار مجلس الامن الدولي رقم 1973 وخول دول العالم تشكيل ائتلاف حربي وفرض حظر جوي فوق ليبيا لحماية المدنين من نير الكتائب.
ومع بدء الغارات الفرنسية التي تحاصر بنغازي بينهم كتيبة الساعدي، أوقعت فرنسا خسائر فادحة في تلك الكتائب مما انقذ المدينة من هجوم القذافي.
هروب الساعدي القذافي
في سبتمبر 2011 هرب الساعدي القذافي إلى النيجر قبل شهر من سقوط حكم ابيه لدواع انسانية، وفي يوم 6 اذار 2014 ثم تسليمه للسلطات الليبية. واثناء مكوثه في النيجر وضع الساعدي رهن الإقامة الجبرية عقب دعوته الى الانقلاب على النظام الليبي الجديد خلال مقابلة مع قناة تلفزيونية.
وفي ال 2012، نقلت وسائل الاعلام عن كد نيك كاوفمان محامي عائلة القذافي قوله ان سلطات النيجر سمحت للساعدي القذافي نجل العقيد الليبي الراحل بمغادرة البلاد الى المكان الذي يريده.
وقال كاوفمان إن "سلطات النيجر وافقت على السماح للساعدي بمغادرة البلاد إلى جنوب إفريقيا التي أبدت ترحيبها به واستعدادها لاستقباله"، على حد وصفه.
وأضاف أن وزير الشؤون الخارجية في النيجر بازوم محمد منح الساعدي إذنا بمغادرة البلاد، إلا أنه لم يؤكد أو ينفي مغادرة موكله البلاد إلى جنوب إفريقيا فعلا، مكتفيا بالإشارة الى ان الساعدي أجرى اتصالات بالعديد من الدول للتباحث معها حول موضوع استقباله.
الساعدي في السجن الليبي
في 6 اذار 2014 تم تسليم الساعدي للسلطات الليبية من قبل السلطات النيجيرية. وشكرت الحكومة الليبية رئيس جمهورية النيجر، محمد يوسفو، على التعاون الذي ترتب عليه تسليم الساعدي، كما تعهدت الحكومة الليبية بأن "تلتزم بمعاملة المتهم وفق أسس العدالة والمعايير الدولية في التعامل مع السجناء".
وبعد احتجازه في ليبيا، وزعت السلطات الليبية صوراً عدة للساعدي حين تسلمته كث الشعر ملتحياً، وهو مرتدٍ ثياب السجن الزرقاء، ثم وزعت صورا اخرى له لعملية قص شعره في السجن.
ويواجه الساعدي القذافي تهما بينها القتل العمد والتعذيب وإساءة استغلال السلطة، كما تشمل قائمة الاتهامات ضده التورط في قتل مدرب نادي الاتحاد الليبي لكرة القدم بشير الرياني عام 2005.
