لم يكن مفاجئا في تونس الحادث الارهابي الذي وقع مساء امس في متحف باردو بعد التصريحات الرسمية التي توالت منذ اشهر وتكشف عن وجود آلاف المتشددين الذين كانوا يعتزمون الذهاب الى سوريا للقتال مع "داعش" ومنعهم الامن من ذلك.

وفي لمحة سريعة على الوضع الامني في تونس خلال الاشهر الماضية، نسترجع بعض الاحداث التي جرت، حيث صرحت وزارة الداخلية منذ ايام قليلة انها كشفت أربع "خلايا تعمل على استقطاب الشبان، وتسفيرهم إلى ليبيا، للانضمام إلى تنظيمات إرهابية، والمشاركة في القتال الدائر هناك"، وذكرت أن هذه الخلايا تنشط في ولاية "القيروان"، وتستهدف الشبان، خاصةً الطلاب منهم.

وذكرت أن تلك الخلايا "تعمل بتنسيق تام مع عناصر إرهابية تونسية خطيرة ناشطة على الساحة الليبية، تشرف على معسكرات تدريب، بمعية عناصر إرهابية من جنسيات مختلفة"، وقالت إنه تم إيقاف 22 عنصراً، بعضهم من الطلبة والموظفين، وعثر على مبالغ مالية بحوزتهم.

كما اعتقلت تونس في تشرين الاول من العام الماضي، 1500"جهادي"، بحسب ما اعلن رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة، حيث أشار إلى استعداد حكومته للتصدي للمقاتلين العائدين من سوريا ضمن حملة تهدف "لإنجاح الانتقال الديمقراطي في تونس".

وسبق هذه الاعتقالات منع السلطات ثمانية آلاف و750 تونسيا من التوجه إلى سوريا، في الصيف الماضي.

كما ذكرت الارقام ان اعداد التونسيين الذين قضوا في سوريا بلغوا بنحو 400 "جهادي".

كما اعربت السلطات باستمرار عن تخوفها من عودة المقاتلين من سوريا، بعد تدربهم على الأسلحة وشتى أساليب القتال.

وتسبب الحادث الارهابي الذي وقع امس بمقتل 22 شخصا بينهم 20 سائحا اجنبيا وتونسيان.

وقال رئيس الحكومة التونسية، حبيب الصيد، أنّ "إرهابيين يلبسان زياً عسكرياً تسللا إلى مبنى مجلس النواب ومنه إلى المتحف حيث هاجما سياحاً نزلوا من حافلة".

وأرجع وزير الخارجية التونسي طيب البكوش تنامي الارهاب في تونس الى عدم الاستقرار في ليبيا داعياً المجتمع الدولي للتحرك للتوصل إلى حكومة وحدة في هذا البلد.

ونددت عددا من الدول بهذا العمل الارهابي ابرزها الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، وعددا من الدول العربية ابرزها الدول الخليجية ومصر.