تصاعدت حدة التوترات الأمنية في ليبيا فالعصابات الإرهابية تفشت بشكل مذري في الآونة الأخيرة لكن الأمورانقلبت اليوم  لصالح الجيش الليبي  .. فبعد أكثر من ثلاثة أشهر من القتال ضد الميليشيات الإسلامية التي تقودها جماعة "أنصار الشريعة" الموالية لتنظيم "القاعدة". نجح  الجيش الليبي، والقوات الموالية للواء خليفة حفتر اليوم الجمعة، في السيطرة على ميناء مدينة بنغازي البحري

حيث دخلت الكتيبة في الساعات الأولى من صباح اليوم (الجمعة) وسيطرت على ميناء بنغازي البحري ومحيطه، الذي كانت تسيطر عليه الميليشيات الإسلامية المسلحة منذ 15 تشرين الأول الماضي، في عملية أوقعت ستة قتلى في صفوفها".

وتعتبر السيطرة على ميناء بنغازي الإستراتيجي، الذي كان يعتبر من قبل الجيش الليبي المتنفس الوحيد للإسلاميين لتنقل المسلحين والحصول على السلاح، قطعاً لخط الإمداد للميليشيات المسلحة.

ويقع ميناء بنغازي البحري، الذي كانت تصل إليه واردات القمح والنفط والبضائع، شمال وسط المدينة، قرب منطقة الصابري التجارية، التي تضم النسبة الأكبر من الدوائر الخدماتية والحكومية، إضافة إلى الأسواق والمصارف.

204فإن  دبابات سيطرت على الميناء، وعلى مبنى فندق عمر الخيام القريب، إضافة إلى مصلحتي الجمارك والجوازات، وأصبحت قريبة من محكمة شمال بنغازي"، حيث تقع ساحة الحرية التي شهدت اعتصامات الثورة ضد نظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي في العام 2011.

في وقت أكدت الميليشيات الإسلامية مقتل أربعة من عناصرها، بينهم القيادي في محور "سوق الحوت" محمد بن حميد، نفت ميليشيا "راف الله السحاتي"، وهي فصيل من ميليشيات بنغازي الإسلامية، سيطرة الجيش على الميناء، قائلة عبر صفحتها على موقع "فايسبوك" إن "الميناء وساحة المحكمة في قبضة شورى الثوار، وننفي السيطرة عليهما من قوات حفتر".

إلى ذلك، قتل رجل وطفله اليوم، وجرح 20 آخرون، معظمهم جنود، في تفجير انتحاري في منطقة الليثي وسط مدينة بنغازي، بحسب ما أفاد مسؤولون عسكريون.

حيث أن  انتحارياً تسلل عبر الطريق السريع إلى منطقة الليثي عبر شارع الحجاز، لكن قوات الجيش المتمركزة هناك تعاملت معه، ما أجبره على تفجير سيارته المفخخة قبل أن يصل الهدف".الانتحاري نزل من السيارة المفخخة وتعامل معه رجال الجيش. في الأثناء، انفجرت السيارة، ما أدى إلى مقتل رجل وطفله، إضافة إلى إصابة نحو 20 شخصاً من العسكرين والمدنيين".

يذكر ان عائلة تم استهدافها من قبل قناص قرب طريق النفق في منطقة الحدائق في الطريق المؤدي إلى الليثي، ما أدى إلى وفاة رب الأسرة وإصابة ابنه وزوجته بجروح".

وفي سياق التحذيرات الليبية الرسمية المتكررة من التهديد الإرهابي الذي تواجهه البلاد، أعلن مسؤول ليبي كبير أمس أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"- "داعش" يتمدد في ليبيا، مطالباً الأسرة الدولية بالتنبه إلى التهديد المتصاعد.

وقال سفير ليبيا لدى الإمارات ومستشار رئيس الحكومة الليبية المعترف بها عبد الله الثني، عارف علي النايض، إن "تنظيم داعش يتمدد في ليبيا بشكل كبير ويرتكب فظاعات يومياً"، مشيراً إلى أنه "ليس بالإمكان دحر هذا التنظيم في العراق من دون محاربة المكون الليبي".

بإعتباره أنه يمكن أن  تكون قاعدة خلفية لشن اعتداءات في أوروبا التي تبعد مسافة ساعة طيران فقط"، مضيفاً  أنه "لا توجد إستراتيجية شاملة ضد تنظيم الدولة الإسلامي،  في حين أن هذا التنظيم هو تهديد قائم في بلادي".

وكان النايض زار خلال الأسبوع الحالي واشنطن ونيويورك لبحث التهديدات الجديدة للأمن في ليبيا.

إن ليبيا عاشت وضعاً قاسياً كباقي الدول العربية كالعراق واليمن وسوريا وما زالت تمرّ في محنة ليست بسهلة إلّأ أنّ من شأن المزارع أن يلقى حصاده حيث تحقق القوات الليبية نجاحاً وتقدما بعد سعيها المتواصل من أجل دحر الإرهاب

ويبقى السؤال : هل ستستكمل نجاحات الجيش مما سينقل ليبيا من وضع متوتر إلى آمن ؟