Download App Fahad Al-Salem Center application on your IOS device Download Fahed al Salem Center application on your Android device
محاكمة صحفي سويدي بتهمة تهريب البشر "طفل الحافة".. سيلفي تعاملت معه وزارة العمل السعودية 2.4 مليار شخص بلا "مراحيض" الامم المتحدة تعرب عن قلقها الشديد بشأن قانون تركي يسقط تهمة الاعتداء على قاصر عند الزواج
أبرز الأحداث

تقارير اخبارية

الأكثر قراءة
غزة ...والحياة على الركام

العدوان على غزة

في 8 تموز/ يوليو 2014، بدأ عدوان إسرائيلي على قطاع غزة المحاصر منذ عام 2006، عدوان أطلق عليه الصهاينة إسم الجرف الصامد فقابلهم الفلسطينيون بتسمية العصف المأكول أوالبنيان المرصوص.

وأيا ً كانت التسمية، فإن أقل ما يمكن أن يعبر عما حدث فعلا ً في هذا العدوان، هو كونه عدوانا ً همجيا ً بربريا ً يفتقر لأي ملامح للإنسانية، ولا يمت لها بصلة.

أسباب العدوان

في 2 يوليو 2014، وبالترافق مع سلسة من عمليات العنف والعنصرية التي مارسها المستوطنون الصهاينة ضد الفلسطينيين، خطف الطفل والفلسطيني محمد أبو خضير وعذب وأحرق حيا ً بأيدي المستوطنين.

أعقب ذلك احتجاجات واسعة في القدس وداخل عرب 48 ومناطق الضفة الغربية، واشتدت وتيرتها بعد إعادة الإحتلال اعتقال العشرات من محرري صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندي شاليط،ونواب في المجلس التشريعي الفلسطيني من حركة حماس، ثم قيام مستوطن إسرائيلي بدهس اثنين من العمال العرب قرب حيفا، وتخلل التصعيد قصف صهيوني انفجر في الثامن من يوليو، معلنا ً بدء العدوان.

وقدتبين منذ بداية الحرب أن هدف إسرائيل كان تدمير قدرات فصائل المقاومة الفلسطينية وبنية القطاع التحتية ومنازل المواطنين وممتلكاتهم لتحريضهم ضد تلك فصائل، لكن ذلك لم ينجح.

فمنذ اليوم الأول من الحرب على غزة استهدفت الطائرات الإسرائيلية منازل المدنيين بقصد تدميرها كإجراء عقابي وكتحريض السكان ضد حركات المقاومة.

إسرائيل ارتكبت محرقة في غزة

في اليوم الأول من الحرب استدعى الجيش الإسرائيلي 40 ألفا من قوات الاحتياط، وارتكب مجزرة في مدينة خان يونس بالقطاع راح ضحيتها 11 شهيدا و28 جريحا فلسطينيا، ثم توالت المجازر.

حيث أشارت التقارير، في حصيلة نهائية للعدوان استشهاد 1742 مدنيا ً فلسطينيا، بينهم 530 طفلا و302 امرأة و64 لم يتم التعرف على جثثهم لما أصابها من حرق وتشويه، بالإضافة إلى سقوط 340 شهيدا ً من المقاومين، وجرح 8710 من مواطني القطاع، وأبيدت خلال العدوان عائلات فاسطينية بكاملها.

كما قتل 11 من العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) و23 من الطواقم الطبية العاملة في الإسعاف.

التدمير والآثار الإقتصادية

إستهدف القصف الإسرائيلي منذ اليوم الأول للعدوان منازل الفلسطينيين، حيث دمر 13217 وحدة سكنية، مفقدا ً نحو مائة ألف فلسطيني منازلهم وتشريدهم.

كما لحق بـ 30 الف منزل دمار جزئى، وقد لحق الدمار الهائل بثلاث مناطق رئيسية وهى "الشجاعية"، و"بيت حانون"، و"عبسان"، حيث يوجدحوالي 60% من البيوت مدمرة بشكل كلى فى الشجاعية، خاصة منطقة ما بعد الخط الشرقي. واستهدف القصف الإسرائيلى المتواصل خلال الحرب على غزة مقرات حكومية، حيث تم تدمير مبانى المحافظات ومقرات الشرطة والأمن الوطني، كما دمر الجيش الإسرائيلى أكثر من 140 مسجدًا بينها 60 تدميرًا كليًا، وكنيسة واحدة و11 مقبرة.


ولا بد من الإشارة إلى انه رغم الانسحاب الإسرائيلي وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية من قطاع غزة في عام 2005 بعد احتلال مديد، إلا أن الجيش الإسرائيلي جعل منه سجناً كبيراً لأكثر من مليون وستمائة ألف فلسطيني في مساحة لا تتجاوز 365 كيلومتراً مربعاً، باتوا عرضة لعمليات قتل واغتيال وتدمير ومجازر يومية مبرمجة، تتكرر فصولها، وكان آخرها استمرار العدوان على غزة منذ 7-7-2014 ولخمسين يوماً.

فبات الفقر والجوع والحرمان أسياد الموقف بين أهالي غزة، بسب الحصار وإغلاق المعابر، وخاصة منذ صيف عام 2007، فارتفعت معدلات الإعالة إلى أكثر من ستة أفراد، والبطالة وصلت إلى نحو 60% من إجمالي قوة العمل الفلسطينية هناك، وبالتالي أصبح أكثر من ثلثي المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة يرزحون تحت خط الفقر حسب تقارير دولية ومحلية.

وسيفاقم العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة من مؤشرات البؤس الاقتصادية والاجتماعية، حيث قدرت معطيات فلسطينية صادرة عن مراكز حقوقية دولية ومصادر حكومية فلسطينية، أنه إضافة إلى سقوط حوالى ألفي شهيد فلسطيني، بينهم أكثر من 400 طفل، فضلاً عن نحو 10 آلاف جريح، تمّ رصد خسائر اقتصادية، وتدمير ممنهج في البنية التحتية في قطاع غزة نتيجة حوالى شهرين من العدوان.

خسائر العدو


على صعيد الخسائر الإسرائيلية، قُتل 64 جنديا و6 مدنيين بينهم امرأة. ومن بين الجنود القتلى من يحملون أيضا جنسيات أخرى كالأميركية والبلجيكية والفرنسية وغيرها. أما الجرحى فقد بلغ عددهم 720 جريحا.

وأما على صعيد الخسائر الإقتصادية للعدو، فتشير التقارير إلى أن كلفة العمليات العسكرية فقط، بلغت 2.4 مليار دولار، فيما قدر صندوق النقد الدولي الخسائر الإقتصادية بـ546 مليون دولار.

مبادرة وقف القتال

توقفت الحرب بموجب مبادرة مصرية، تضمنت عدة شروط من بينها تولي أمن السلطة الفلسطينية في رام الله شؤون معبر رفح عند فتحه، وألا يكون مفتوحا طوال الوقت.

وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار، في ظل اتصالات أجرتها مصر مع الجانب الإسرائيلي والقيادة الفلسطينية وسائر الفصائل الفلسطينية، بما يؤدي إلى وقف جميع الأعمال العدائية براً وبحراً وجواً ووضع حد لنزيف الدم الفلسطيني، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

وقد حددت الساعة 0600 يوم 15 يوليو 2014 (طبقاً للتوقيت العالمي)، لبدء تنفيذ تفاهمات التهدئة بين الطرفين، على أن يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة المصرية، وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة.

إعادة الإعمار

بعد توقف الحرب وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول، عقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومشاركة ممثلين عن أكثر من 50 دولة و30 منظمة دولية، لبحث سبل إزالة آثار الدمار والخسائر التي خلفتها الحرب على القطاع، والتي دمرت المساكن والمصانع والأراضي الزراعية.

وتعهدت الدول المشاركة بتقديم 5.4 مليارات دولار للفلسطينيين، نصفها لإعادة إعمار القطاع الذي لحق به دمار واسع.

ورهن مراقبون نجاح مؤتمر إعمار غزة في تحقيق أهدافه بتثبيت وقف إطلاق النار داخل القطاع، وتمكين الحكومة الفلسطينية، والتزام الجانب الإسرائيلي بعدم اختلاق المبررات والعقبات لتعطيل عمليات إعادة الإعمار، ما يجنبه مصير مؤتمر مماثل في أعقاب الحرب الإسرائيلية على القطاع عام 2009.

ومن ضمن المانحين، تعهدت الكويت والإمارات بتقديم 400 مليون دولار لجهود إعادة الإعمار في غزة

وكان وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية أعلن خلال المؤتمر في وقت سابق إن بلاده ستساهم بمبلغ مليار دولار.

وكشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بلاده ستقدم مساعدات جديدة قيمتها 212 مليون دولار للمساهمة في اعادة إعمار القطاع.

ومن جانبها، أعلنت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن تقديم الاتحاد 140 مليون يورو (نحو 180 مليون دولار) لدعم الأسر المنكوبة في غزة وخدمات الأونروا وأنشطة تنمية الدخل، بالإضافة إلى 25 مليون يورو (نحو 31 مليون دولار) لتنمية مهارات العمل حتى عام 2015 بالتعاون مع البنك الدولي والأمم المتحدة.

كما سيقدم الاتحاد 8 ملايين يورو (10 مليون دولار) لدعم برامج التنمية و5 ملايين يورو ( 6.3 مليون دولار) لدفع رواتب 16 ألف موظف.

من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته: سنعمر القطاع ونعيد بناءه وسنضمد الجراح".

وقال إن الفلسطينيين يعولون على دعم الدول لإعادة إعمار غزة وفق خطة الحكومة الفلسطينية، مشيرا إلى أن جهود إعادة الإعمار ستتكلف 4 مليارات دولار.

وبحث المانحون في المؤتمر التكلفة المادية لإعادة إعمار القطاع، بناء ً على تقديم الوفد الفلسطيني المشارك في المؤتمر، الذي يترأسه رئيس الوزراء رامي الحمد الله، عرضاً بالتنسيق مع البنك الدولي، يتناول فيه احتياجات القطاع وإعادة الإعمار للخمس سنوات المقبلة.

الواقع الحالي

اليوم، وبعد أقل من عام على وضع الحرب أوزارها، بقيت غزة وحيدة تواجه الدم والدمار، فنحو نصف مليون شخص، أصبحو مشردين بعد تدمير آلة العدوان الإسرائيلي لمنازلهم.

وباتت مئات العائلات التي هجرت بيوتها تقيم في مدارس الأونروا، في ظل عجز المخابز على توفير الخبز لهم، وعدم كفاية المفارش، رغم قيام الأونروا بتوزيع شحنات المساعدات.  بالإضافة إلى نقص المياه وقطعها عن حوالي أكثر من نصف مليون شخص خارج منازلهم ما يجعل خطر انتشار الأوبئة ممكنا وماثلا.

 

 

3-2-2015
آخر الأخبار

مقالات

أهم المواضيع