للمرة الأولى منذ خمسين عاما، جرى اليوم تنصيب مسيحي حاكما لمدينة جاكرتا، عاصمة أندونيسيا، رغم احتجاجات المتشددين الإسلاميين. وأدى باسكوكي تاجاهاجا بورناما اليمين الدستورية في مراسم حضرها الرئيس جوكو ويدودو، في بلد تضم أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم.
وبورناما هو كذلك أول شخص من الإثنية الصينية الصغيرة يتولى هذا المنصب. وجاء تعيينه خلفا لويدودو، الذي تولى منصب رئيس الدولة الشهر الماضي. وهو من خارج الساحة السياسية وليس له جذور عميقة في عهد الدكتاتور سوهارتو.
واعتبر ظهور قادة مثل ويدودو وبورناما مؤشرا على ترسخ الإصلاحات الديمقراطية التي بدأ تنفيذها بعد نهاية الحكم الاستبدادي في 1998.
وكان بورناما الملقب بأهوك يعمل نائبا لويدودو ويتولى منصب حاكم جاكرتا بالإنابة منذ عدة أشهر. إلا أن تعيينه لم يكن سهلا إذ نظمت الجماعات الإسلامية المتشددة احتجاجات منتظمة ضد تنصيب "كافر" حاكما. كما حاول خصومه السياسيون في مجلس المدينة منع تنصيبه.
إلا أن بورناما، الذي حظي بدعم غالبية سكان جاكرتا، المعروف بصراحته ومزاجه الحاد لم يأبه بالتحديات التي واجهته، وقال عقب تنصيبه "لا يمكن إرضاء الجميع".
وتوجه العشرات إلى مبنى البلدية للإعراب عن دعمهم للحاكم الجديد، وحملوا لافتة كتب عليها "مبروك تنصيب باسوكي تاجاهاجا بورناما". وأعربوا عن اعتقادهم بأن حل مشكلات المدينة تتطلب حاكما قويا، ومن بينها نظام النقل العام الضعيف، وعدم وجود دفاعات كافية لمواجهة الفيضانات، والبيروقراطية.
