قبل فترة وجيزة، أُعلن في نيجيريا التوصل لإتفاق لوقف إطلاق النار بين القوات الحكومية وجماعة "بوكو حرام"، وللإفراج عن زهاء 220 تلميذة اختطفن من مدرسة في مدينة تشيبوك بشمال شرق البلاد قبل ستة أشهر.

هذا الإعلان جاء من طرف واحد، من دون التأكد من موقف الجماعة المسلّحة من الأمر، خاصة وأنّ أحداً لا يعرف دنلادي احمدو الذي قيل أنه من حاور الحكومة من جانب "بوكو حرام". وفعلاً، وبعد حوالي 3 أسابيع، قرّرت "بوكو حرام" أن تنفي في شريط فيديو التوصل إلى اتفاق مع الحكومة النيجيرية يتم بمقتضاه وقف لإطلاق النار. ووصفت الجماعة على لسان زعيمها أبوبكر شيكاو التصريحات الحكومية بهذا الشأن بـ"الأكاذيب". وأعلن شيكاو أن التلميذات الـ219 المختطفات "اعتقن الإسلام وتم تزويجهن".

وكشف شيكاو أيضا أن الحركة تحتجز رهينة ألمانياً خطف في 16 تموز في ولاية أداماوا بشمال شرقي نيجيريا.

وكانت الرئاسة والجيش في نيجيريا قد أعلنا التوصل إلى اتفاق مع جماعة "بوكو حرام" الإسلامية المتشددة لوقف إطلاق النار والإفراج عن زهاء 220 تلميذة اختطفن من مدرسة في مدينة تشيبوك بشمال شرق البلاد قبل ستة أشهر.

وقال رئيس هيئة الأركان الجوية في الجيش اليكس باديه: "تم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة الفدرالية في نيجيريا وجماعة اهل السنة للدعوة والجهاد (بوكو حرام)". وأضاف: "أصدرت تعليمات لقادة أفواج الجيش للتأكد من تطبيق ذلك ميدانيا".

وفي موازاة هذ الإعلان، أكد حسن توكور المساعد الشخصي للرئيس جوناثان غودلاك لفرانس برس التوصل إلى اتفاق لإنهاء المعارك في ختام محادثات والإفراج عن الفتيات التي خطفن في نيسان 2014.

وأضاف أنه مثّل الحكومة خلال اجتماعين مع "بوكو حرام" في تشاد بوساطة من الرئيس التشادي إدريس ديبي. وقال توكور إن "بوكو حرام أعلنت وقفا لإطلاق النار في ختام المحادثات التي أجرتها معنا"، مشيرا إلى أن الإعلان عن ذلك كان مساء الخميس".

وأبدى البعض شكوكا حيال الاتفاق الذي يتزامن مع توقعات بإعلان غودلاك ترشحه مرة أخرى لمنصب الرئيس في الانتخابات التي ستجري في شباط المقبل، وحيث تحتل المسائل الأمنية حيزا واسعا في النقاش السياسي.

يذكر أن المواجهات لم تتوقف حيث حصلت عمليات خطف جديدة الأسبوع الفائت في شمال شرق البلاد الذي يشكل معقلا للتمرد الإسلامي.

وكانت جماعة "بوكو حرام" قد أقدمت في نيسان الماضي على خطف 276 تلميذة من مبيتهن الداخلي في مدرسة شيبوك الواقعة في الشمال الغربي للبلاد، قبل أن تتمكن 53 تلميذة من الفرار لتبقى 223 تلميذة في قبضة الجماعة. وفي 12 أيار، أعلن زعيم بوكو حرام أبو بكر شيكاو في تسجيل مصوّر مسؤولية الجماعة عن عملية الخطف معلناً أن التلميذات اعتنقن الإسلام، وهنّ ظهرهن في إطار صلاة جماعية، مشترطاً مبادلتهنّ بمعتقلين إسلاميين متشددين لدى الحكومة النيجيرية.

في المقابل، رفضت وزارة الداخلية النيجيرية المقايضة، مؤكدة أن لا مجال لاستبدال شخص بشخص آخر، "وليس لبوكو حرام والخاطفين أن يملوا علينا شروطهم".

إعداد: ريما أبو خليل