Download App Fahad Al-Salem Center application on your IOS device Download Fahed al Salem Center application on your Android device
محاكمة صحفي سويدي بتهمة تهريب البشر "طفل الحافة".. سيلفي تعاملت معه وزارة العمل السعودية 2.4 مليار شخص بلا "مراحيض" الامم المتحدة تعرب عن قلقها الشديد بشأن قانون تركي يسقط تهمة الاعتداء على قاصر عند الزواج
أبرز الأحداث

تقارير اخبارية

الأكثر قراءة
شلل الأطفال فيروس يهدّد العالم والشرق الأوسط فما هو وأين مراكز إنتشاره؟

قبل أيام عدة، وتحديداً في 28 تشرين الأول، كان العالم يحتفل بعيد ميلاد أحد أبرز العلماء والأطبّاء. هو جوناس إدوارد سولك (28 تشرين الأول 1914 - 23 حزيران 1995 في لاهويا)، الطبيب الأميركي والعالم والباحث الذي قام بتطوير التجربة الناجحة الأولى للقاح شلل الأطفال.

وفي التفاصيل، وفي عام 1916 كان نصيب الولايات المتحدة وحدها 27 ألف طفل مصاب بشلل الأطفال، وكانت بداية الاهتمام على شكل حملات منظمة لمحاربة هذا المرض عام 1938، واستطاعت الحملات في أول عام تجميع 1.8 مليون دولار، وظلت محاولات علاج شلل الأطفال فاشلة حتى ظهر العالمان اليهوديان جوناس سولك وبعده ألبرت سابين ونجحا في اختراع فاكسين ضد شلل الأطفال، وهو واحد من أعظم الاكتشافات الطبية في تاريخ الطب.

حاول سولك في أواخر الأربعينات تطبيق أبحاثه على القرود، وكان لقاحه عبارة عن فيروس ميت، وفشل في أولى تجاربه عام 1954 عندما حقن في البداية 137 طفلاً بلقاحه، وارتفع الرقم إلى مليوني طفل تقريباً، لكن 260 أصيبوا بعد لقاحه التجريبي ومن بينهم توفي 11 عشر مصاباً، وظل سولك يطور من حقنة المصل حتى أعلن اكتشافه العظيم على العالم عام 1955، وبعدها طوّر سابين الفكرة وجعل الفيروس مضعفاً وليس ميتاً وعلى شكل نقط في الفم وليس حقناً، وخرج اكتشافه إلى النور عام 1957.

 

ما هو شلل الأطفال؟

شلل الأطفال (باللاتينية: poliomyelitis) هو مرض فيروسي معد، تتراوح شدته من عدوى بسيطة إلى مرض يصحبه شلل رخوي في الأطراف خصوصا السفلى من الجسم. وينتج شلل الأطفال عن الإصابة بفيروس البوليو "poliovirus". وفيروس شلل الأطفال هو فيروس معوي بشري وأحد أعضاء عائلة الفيروسات البيكورناوية. وينتقل الفيروس من شخص إلى آخر عبر عدة طرق تشمل التواصل المباشر بين شخص مصاب وآخر سليم، وعبر المخاط والبلغم من الفم والأنف، وعن طريق البراز الملوث، بالإضافة إلى الطعام والماء الملوثين بالفيروس.

ويدخل الفيروس الجسم عبر الفم أو الأنف، ثم يتكاثر في الحلق والأمعاء وبعدها يتم امتصاصه إلى الجسم وينتقل عبر الدم إلى باقي أجزائه. وفي العادة فإن فترة حضانة الفيروس هي ما بين 5 و35 يوما، ولكنها في المتوسط من أسبوع إلى أسبوعين.

منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي انحسرت الإصابات بالمرض عالميا بفضل التطعيم بنسبة أكثر من 99%، ولكنه ما زال موجودا في بعض الدول مثل أفغانستان وباكستان والهند ونيجيريا، كما أشارت بيانات حديثة لمنظمة الصحة العالمية إلى احتمال ظهور حالات منه في سوريا.

ويصيب هذا المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، في حين تؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال. ويصاب ما يتراوح بين 5% و10% من المصابين بالشلل بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها.

وانخفض عدد حالات شلل الأطفال منذ عام 1988، بنسبة تفوق 99%، إذ تشير التقديرات إلى انخفاض ذلك العدد من نحو 000 350 حالة سُجّلت في ذلك العام إلى 223 حالة أبلغ عنها في عام 2012. ويأتي هذا الانخفاض نتيجة ما يُبذل من جهود على الصعيد العالمي من أجل استئصال المرض.

في عام 2013 لم يعد شلل الأطفال يتوطن إلاّ ثلاثة بلدان في العالم هي أفغانستان ونيجيريا وباكستان، بعدما كان يتوطن أكثر من 125 بلداً في عام 1988.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فطالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل، فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض. وقد يسفر الفشل في استئصال شلل الأطفال من هذه المعاقل العتيدة التي لا تزال موبوءة به عن الإصابة بنحو 000 200 حالة جديدة تعم أرجاء العالم في غضون عشر سنوات.

وفي معظم البلدان أتاحت الجهود العالمية لاستئصال شلل الأطفال المجال لزيادة القدرة على التصدي لأمراض معدية أخرى من خلال بناء نُظم فعالة في مجالي الترصد والتمنيع.

 

ما هي أعراض الفيروس وهل من سبل للوقاية منه؟

تتمثّل أعراض المرض الأوّلية في الحمى والتعب والصداع والتقيّؤ وتصلّب الرقبة والشعور بألم في الأطراف. وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال يصيب الساقين عادة.

ولا يوجد علاج لشلل الأطفال، ولكن يمكن توقيه ليس إلا، ولقاح الشلل الذي يعطى على دفعات متعددة يمكن أن يقي الطفل من شر المرض مدى الحياة.

 

ما هو الحال عام 2014 وأين مراكز إنتشار الفيروس؟

في أيار عام 2014، أعلنت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية عن أن انتشار فيروس شلل الأطفال البري على الصعيد الدولي في عام 2014 يُعد طارئة صحية عمومية مثيرة للقلق الدولي وذلك في إطار "اللوائح الصحية الدولية 2005"، وأصدرت توصيات مؤقتة للحد من انتشار فيروس شلل الأطفال البري، على الصعيد الدولي، وطلبت إعادة تقييم الوضع من قبل "لجنة الطوارئ" في 3 أشهر.

منذ 5 أيار 2014، ومع بدء موسم ارتفاع العدوى بشلل الأطفال، كان هناك انتشار دولي جديد للعدوى بفيروس شلل الأطفال البري في آسيا الوسطى (من باكستان إلى أفغانستان مؤخرا، في حزيران 2014) وقد تم من الأميركتين الإبلاغ عن وجود فيروس شلل الأطفال الذي نشأ في وسط أفريقيا (غينيا الاستوائية). وقد ساءت العواقب المحتملة للانتشار الدولي منذ إعلان المرض "طارئة صحية عمومية مثيرة للقلق الدولي"، نظراً لزيادة السكان المعرضين للإصابة الذين يعيشون في مناطق خالية من شلل الأطفال وفي المناطق التي تمزقها الصراعات، مع وقوع مزيد من التدهور في خدمات التمنيع الروتينية.

وأضافت: "إن انتشار فيروس شلل الأطفال على الصعيد الدولي في عام 2014 ما زال يهدد الجهود المستمرة المبذولة للقضاء على أحد أخطر الأمراض التي يمكن توقيها في العالم باللقاحات".

وفي تموز من العام الحالي، أعلنت كل من منظمة الصحة العالمية واليونيسيف في تقرير صادر عنها الانتهاء من المرحلة الأولى من أكبر حملة للتلقيح ضد شلل الأطفال في تاريخ الشرق الأوسط، وقد تم فيها الوصول إلى 25 مليون طفل دون سن الخامسة في سبع بلدان من خلال 37 جولة.

وقالت ماريا كاليفيس، المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمنظمة اليونيسف، أنه "بالرغم من التحديات الهائلة والظروف البائسة في جميع أنحاء الإقليم، فقد تم تلقيح الأطفال من ثلاث إلى ست مرات، وهذا يعطي بريقاً من الأمل ويعود الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى الآلاف من الأبطال المجهولين من العاملين الصحيين والمتطوعين الذين تفانوا في عملهم وأدوا هذا المهمة الهائلة في جميع أنحاء الإقليم وداخل سوريا وتحدوا المخاطر لتقديم اللقاح ضد شلل الأطفال".

ويعزو التقرير عودة ظهور شلل الأطفال في سوريا بعد 14 عاماً إلى العوامل التالية: انقطاع التمنيع الروتيني؛ والضرر الشديد الذي لحق بالبنية الأساسية الصحية في سوريا؛ واستمرار نزوح السكان داخل سوريا وعبر الحدود؛ وفقدان الأطفال.

ووفقا للتقرير انخفضت التغطية بلقاح شلل الأطفال على نحو كبير في سوريا من متوسط قدره 99٪ إلى 52٪. وتم تدمير 60٪ على الأقل من مستشفيات سوريا أو إلحاق الضرر بها، أما سيارات الإسعاف العامة فلا يعمل منها إلا ما هو أقل من الثلث. وقد تضررت أو فقدت وأصبحت خارج نطاق الخدمة بشكل دائم كل من امدادات التلقيح، ومركبات الخدمة ومعدات سلسلة التبريد.

بدوره، قال مدير برنامج استئصال شلل الأطفال ودعم حالات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية كريس ماهر: "لقد عاد شلل الأطفال بقوة إلى سورياً، مضيفاً بعداً آخراً للكارثة الإنسانية هناك. وقد وصلنا إلى مرحلة علينا فيها أن نعمل بموارد محدودة للغاية للتغلب على عدو كان منسياً لفترة طويلة: عدو لا يعرف الحدود أو نقاط التفتيش ويمكنه الانتشار بسرعة، مصيباً الأطفال بالعدوى ليس فقط في سوريا التي تمزقها الحروب ولكن عبر الإقليم ككل".

ويضيف التقرير: هناك أكثر من 6.5 مليون طفل سوري الآن في حاجة إلى مساعدات إنسانية لإنقاذ حياتهم. وفي سوريا، هناك 750 ألف طفل أقل من عمر خمس سنوات موجودون في مناطق يصعب الوصول إليها بسبب الصراع وحظر المرور، بما في ذلك عدم القدرة على توفير اللقاحات بانتظام.

ويذكر التقرير أن عدداً من الإجراءات الحرجة يتعين اتخاذها لإنهاء انتشار شلل الأطفال في الإقليم: ضمان الوصول الفوري للأطفال أقل من عمر خمس سنوات في الأماكن التي يصعب الوصول إليها في سوريا. وضمان المرور الآمن للعاملين الصحيين وحماية المركبات الطبية ومعدات سلسلة التبريد في داخل سوريا. ورفع مستوى الوعي بشلل الأطفال والحاجة إلى تلقيح الأطفال تحت عمر خمس سنوات عدة مرات في أنحاء الإقليم، وتأمين التمويل اللازم لإجراء جولات متكررة للتلقيح حتى نهاية عام 2014.

"أمامنا طريق طويل لإنهاء عملنا. ففي الأشهر القادمة، علينا الوصول إلى المزيد والمزيد من الأطفال لاسيما الذين لم نصل لهم من قبل بسبب العنف وانعدام الأمن"، هكذا اختتمت كاليفيس كلامها.

وفي سياق مرتبط، يوم 30 آذار عام 2014، أعلنت وزارة الصحة العراقية عن فاشية لشلل الأطفال عندما تم الكشف عن حالة شلل الأطفال في منطقة الرصافة في العاصمة بغداد، وتم الكشف عن حالة ثانية بدأ ظهور الشلل عليها يوم 7 نيسان 2014 وهي أيضا من بغداد.

 

إعداد: ريما أبو خليل

30-10-2014
آخر الأخبار

مقالات

أهم المواضيع