Download App Fahad Al-Salem Center application on your IOS device Download Fahed al Salem Center application on your Android device
محاكمة صحفي سويدي بتهمة تهريب البشر "طفل الحافة".. سيلفي تعاملت معه وزارة العمل السعودية 2.4 مليار شخص بلا "مراحيض" الامم المتحدة تعرب عن قلقها الشديد بشأن قانون تركي يسقط تهمة الاعتداء على قاصر عند الزواج
أبرز الأحداث

تقارير اخبارية

الأكثر قراءة
معرض القاهرة الدولي للكتاب.. بين السياسة والدين والإرهاب!!

لأول مرة منذ أحداث الإرهاب في بداية التسعينيات من القرن الماضي، تنعقد الدورة الـ 45 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في ظل أجواء مشحونة بالتوتر والقلق داخل الشارع المصري، وحالة من الترقب لتهديدات جماعة الإخوان المسلمين بإشعال الوضع في مصر، وما سبقها من تفجيرات إرهابية.. إلا أن فعاليات وأنشطة المعرض وبمشاركة 24 دولة، منها 17 دولة عربية، و7 دول أجنبية ، و755 ناشرا، أثبتت أن الثقافة لا تعرف الخوف، وتتحدى الإرهاب، مع الإقبال الكبير من رواد وجماهير المعرض ومنذ اليوم الأول 22 كانون الثاني الماضي، وحتى الآن قبل أيام من اختتام فعاليات المعرض في السادس من الشهر الحالي..

ولم يكن المشهد العام المصري غائبا عن معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يشهد إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة، ويقوم أفراد الأمن على جميع بوابات الدخول، بالتفتيش الدقيق لجميع الزائرين، ومنع دخول أية أدوات حادة ، والتنبيه على الفتيات والسيدات بعدم وجود "مرآة" داخل الحقائب اليدوية، والتأكد من سلامة زجاجات العطر "البرفان" ومزيل العرق، ويطلبون من رواد المعرض استخدامها أمامهم للتأكد بأنها غير ضارة!! ومع الخطوة الأولى داخل المعرض، تبدو ملامح احتفالية ثقافية بالأغاني الوطنية، من داخل أجنحة الدول المشاركة، والكافتيريات، والإذاعة الداخلية للمعرض، وإانتشار باعة الأعلام، إلى جانب صورة المشير "السيسي" التي توسطت المبنى الرئيس للمعرض..

وفي رده على سؤال حول رؤيته لظاهرة الاحتفالية داخل معرض الكتاب؟! قال المحامي المعروف مختار نوح، القيادي السابق في جماعة الإخوان لـ"العرب اليوم" أثناء وجوده داخل المعرض، إن هذه التظاهرة الثقافية دليل على استمرار التحدي للإخوان ولكل العمليات الإرهابية ، واستمرار ثورة 30 يونيو، وحلقة جديدة من حلقات إصرار الشعب المصري، وهذا الإقبال الجماهيري الكبير على المعرض والقراءة والثقافة تحديدا هو دليل على تحدي الإرهاب، وأعتقد أنه سوف يزداد الإقبال على المعرض حتى اليوم الأخير.

من جانبها قالت الدكتورة سهير المصادفة، الكاتبة والمترجمة، إن معرض الكتاب هذا العام يشهد إقبالا وتنوعا واستيعابا لروافد الثقافة المتنوعة، وإن التحول الكبير الذي حدث خلال عام في حال المجتمع المصري سياسيا وثقافيا من خلع رئيس الإخوان الذي حاول تحجيم الهوية المصرية في هوية دينية، يؤكد أن هذا الشعب لا يقبل التحجيم أو الكبت ويقبل التحدى وبإصرار..

ـوإذا كان الخطاب الديني، والهوية، وفكر جماعة الإخوان المسلمين، أبرز فعاليات اللقاءات والندوات الثقافية، فإن هذه الدورة للمعرض قد شهدت لأول مرة منذ سنوات تصدر مبيعات الكتب السياسية، والمذكرات والسير الذاتية، والروايات، والتراجم، في حين تراجعت مبيعات الكتب والإصدارات الدينية، ويؤكد مسئولو دور النشر المشاركة في المعرض، أن سبب تراجع مبيعات الكتب الدينية يرجع إلى كشف حقيقة توجه جماعة الاخوان المسلمين وموقف الشعب من التيارات الإسلامية التي تاجرت طويلا بالدين الإسلامي ، والمتاجرة أيضا بالثقافة الإسلامية من خلال إصدارات كانت تنشر بتمويل سخي من اطراف خارجية، وفي المقابل ارتفعت مبيعات الكتب التي ترصد تاريخ الإخوان، وفترة حكم الرئيس الإخواني المعزول، ومن بينها كتاب "لماذا سقط الإخوان" و "سقوط الصمت" و "الإسلام السياسي من عام الجماعة إلى حكم الجماعة" و "قطب وثورة يوليو".

ورغم ظاهرة ارتفاع أسعار الكتب، إلا أن منافسة أجنحة دور النشر، ساهمت في ارتفاع نسبي للمبيعات، وخاصة داخل أكبر جناحين في المعرض، لدولة الإمارات العربية والكويت، ويشهد جناح وزارة الدفاع المصرية إقبالا كبيرا من المواطنين، بسبب الأسعار المخفضة للكتب والإصدارات الثقافية، وفي الوقت نفسه يحرص كثيرون على التقاط الصور بجوار الديكورات والتماثيل التي تبرز رموز القوات المسلحة، وفي الجناح الخاص برؤساء مصر في العصر الحديث، كان لافتا للنظر عرض ثلاثة كتب فقط عن ثلاثة رؤساء، هم: محمد نجيب، وجمال عبد الناصر، وأنور السادات، في حين سقط كل من مبارك ومرسى من ذاكرة حكام مصر داخل القسم الخاص في جناح وزارة الدفاع، الذي يضم الملوك والحكام بدءا من أحمس ومرورا بالملك فاروق!!

وضمن أنشطة الكويت، ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب، أكد المفكر الكويتي الدكتور محمد الرميحي، أن الفضاء الذي تتحرك فيه الكويت ثقافيا، ساهم في تكوينه المصريون في العقود الأولى من القرن العشرين.

وقال "الرميحي": إن البعثة التعليمية المصرية ساهمت في إنشاء التعليم النظامي في الكويت، وكانت الحكومة المصرية تتحمل رواتب المدرسين، ونصف تكاليف البعثة المصرية، وإن الدكتور طه حسين هو من أمر بإرسال بعثة تعليمية للكويت على نفقة الحكومة المصرية، وإن البرنامج الثقافي السنوى في الكويت في الخمسينيات شارك فيه الشخصيات المصرية، مثل الدكتور أحمد زكي، والدكتور سليمان حزين، وبنت الشاطئ، وأمينة السعيد، وسهير القلماوي، وساهم الفنان الكبير زكي طليمات في تأسيس المسرح الكويتي، ومع مساهمة الأساتذة المصريين في إنشاء جامعة الكويت ورئاستها.

وفي ندوة "حوار الأجيال" بالمقهى الثقافي، تم إلقاء الضوء على مناطق التنافر والتصالح بين أجيال الأدباء، وبين الحداثيين والكلاسيكيين، التي تنعكس على طرائق الكتابة وأساليبها وتقنياتها بحكم التطور الذي يطرأ عليها.

وقال الروائي بهاء طاهر، إن الموضوع مهم جدا، لأنه يعكس تراث الثقافة والتعاون بين الأجيال، فأنا أنتمي لجيل الستينيات، ونحن جيل سعيد الحظ، نضجنا على أيدي قامات كبيرة مهدت لنا الطرق وشجعتنا، ولم نواجه صراعا من الجيل السابق علينا، بل على العكس تماما، حظيت بدعم كبير في بداياتي من العظيم يوسف إدريس عندما قدم أول قصصي القصيرة في مجلة "الكاتب"، وأعتبر نفسي محظوظا لأني عاصرت نجيب محفوظ، ويحيى حقي، ولويس عوض، ويوسف إدريس بالطبع، واستفدت كثيرا من هؤلاء العمالقة في مشروعي الأدبي، وكنت حريصا طوال الوقت ألا أقلد أيا منهم في الكتابة، حاولت أن أشق طريقا مستقلا، ولغة مستقلة، وكان ذلك من أهم ما تميز به جيل الستينيات، وفي هذه الفترة كان عبد الناصر يمسك بزمام الثقافة بيد قوية، وبدأ يعيد صياغة الواقع بجوانبه الواقعية والاقتصادية والسياسية، وسيطر الفكر القومي على هذه الثقافة، لكني كنت مغامرا دائما في كتاباتي لا أمتثل لأي قيود.

وشهدت ندوة حول كتاب "الحركات الإسلامية في العالم" للكاتب حسام تمام، استعراضا لفكر ومذاهب ومكونات التيار الديني المتمثل في التنظيمات والجماعات المتعددة، وبزوغ التيار السلفي، وأن جماعة الإخوان المسلمين، جماعة متهالكة، لأنها استغرقت نفسها في التنظيم، والتنظيم تهرب منه الكفاءات، ويحارب أية فكرة لا تسير على النسق العام ، وتبدو الجدلية فيمن يكون له الغلبة، وأكد المشاركون في الندوة، أنه لا يوجد في التنظيمات الإسلامية مفكرون، لأنه لا يسمح لأحد بالتمرد على أفكاره، ومن يقترب من التنظيمات الإسلامية يعرف أنها لا تقبل النقد، وعلى الأتباع والحواريين السمع والطاعة!!

وحظيت اللقاءات الفكرية، بإقبال جماهير وتفاعل مع المفكرين والشعراء والسياسيين.. وقال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي، في ندوة اللقاء الفكري، ان الإخوان ينكرون تاريخ مصر كله، لأنهم ينكرون فكرة الوطن، ولا يوجد دليل على ذلك أكثر من كلمات مؤسس الجماعة، حسن البنا، وهو يقول "إن حدود الوطن ليست بالأرض، بل بالعقيدة، هم يريدونها تخوما أرضية وحدودا جغرافية، أما نحن فكل بقعة فيها مسلم هي وطن لنا "وأضاف" حجازي " : لذا من السهل أن يتعاون الإخوان مع أمريكا وأصدقائها لأن فيها مسلما واحدا!!.

وفي اللقاء الفكري مع الشاعر الكبير سيد حجاب، قال: إن قدر مصر منذ مطلع التاريخ هو الاستجابة للتحديات، التى واجهتها مصر بإجابات مبتكرة وبإبداع عظيم، وقد حدث هذا في مطلع التاريخ؛ حيث فرض النيل الشرس تحديه على المصريين، ولكن استطاع المصريون أن يروضوا مجرى النهر، وصنعوا أول حكومة مركزية فى التاريخ وأول حضارة عظمى في تاريخ البشرية، ولقد عاد هذا التحدي وفرض نفسه على مصر من جديد فى العصر الحديث والمعاصر، فقامت ثورة 1919 ثورة الحريات، وثورة 1952 ثورة العدالة الاجتماعية، وجاءت ثورة 25 يناير لتدمج شعارات الثورتين فى شعار "عيش حرية وعدالة اجتماعية" فالمصريون ابتكروا هذا الشعار الشديد الدلالة.

وردًا على سؤال حول اهتمامه "بالشعر الغنائي، للمسلسلات والأفلام والأغاني، على حساب بقية جوانب الشعر؟! قال "حجاب" إن الدارس للشعر العربي القديم سيجد أنه يندرج تحت إطار ما يسمى الشعر الغنائي، والمقصود أنه أحادي الصوت، أي لا يحوي إلا صوت قائله، ولعل هذا ما دفعني للاهتمام بكتابة الأغنية حتى أعود بها إلى عالمها الشعري، وجميعنا يعرف أن أحد أهم الموسوعات في تاريخ الشعر العربي تحمل اسم: "الأغاني للأصفهاني". وكاتبها يحاول أن يربط فيها بين الغناء والشعر، وكذلك الموشحات الأندلسية والمغربية، فالعلاقة بين الشعر والغناء هي علاقة أزلية وموغلة في القدم، حيث ولد الشعر في حضن الغناء، في حضن رعاة الإبل، وكذلك ولد الشعر الأوروبي، فالشعر ولد لصيقا بالغناء، وكل دوري هو أنني عدت بالقصيدة إلى عالم الغناء، وليس هناك فرق عندي بين القصيدة التي تُلقى والقصيدة التي تُغنى..

وفي ندوة "الخطاب الديني والهوية" أكد المشاركون في الندوة، أن من التصورات الخطأ أن مشروع الهوية تم إنجازه في الماضي، بل هو مشروع متجدد في الحاضر، والهوية صيغة إنسانية شاملة تجمع في محتوياتها تناقضات من الرموز والقيم، لأن الهوية ليست واحدة.. وقال الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الجماعات الدينية التي ظهرت لم يكن دافعها الدين، بل المصالح الشخصية، كما أن الأفكار الدينية التي ظهرت على الساحة مؤخرا، بعدت تماما عن الحقيقة المقصودة منها، بل تعبر عن فكر وأجندات أصحاب تلك الأفكار!!.

وتحت عنوان "الثورات العربية.. حقائق وأخطاء وتهديدات" عقد ملتقى الشباب ندوة شارك فيها عدد من شباب الثورة تحدثوا عن همومهم، وكيف يرون ثورات الربيع العربي، وأكدوا أن جماعة الإخوان سعت إلى السيطرة على الثورة منذ قيامها في كل الدول، لكن سريعا ما فضحت خلاياهم، فهم أول من استخدم كلمة العسكر والفلول لتحقيق أغراض معينة.

وقال عصام شعبان، باحث فى الانثربولوجيا السياسية وعضو الجمعية الوطنية للتغيير، إن الثورة هي تحرك جماعي جماهيري يستهدف تغيير النظام، وتغيير نمط الحياة التي يعيشها الناس، ومع الثورة تنشط الحركة المضادة للثورة لنفيها عن مضمونها، ولكن طالما اتفق الناس أن هناك أساسا اجتماعيا للثورة إذا هي في حالة سيرورة وانتقال، وأن الثورات العربية ستشهد موجات متتالية لو لم تتحقق أهداف الثورة.

ومن أبرز الإصدارات الجديدة التي تم عرضها في المعرض ، " الشيعة في المشرق الإسلامي.. تثوير المذهب وتفكيك الخريطة" تأليف د. عاطف معتمد عبد الحميد.. و "طبيب في رئاسة الوزراء" مذكرات الدكتور مهاتير محمد.. و" الأصول السياسية للحرية الدينية" تأليف أنطوني جيل.. و " قراءة الصورة.. وصور القراءة".. و "شفرات النص.. دراسة سيميولوجية في شعرية القص والقصيدة" وروايات "كلب عجوز" لسعيد نوح، و"حسن الختام" لصفاء النجار، و"بعد الوقت" لمحمد ناير، و"الحارة المزنوقة" لمحمد فتحي العربي ، و"ثلج القاهرة" للكاتبة لنا عبد الرحمن.. و"نقد الخطاب المفارق.. السرد النسوي بين السرد والتطبيق" تأليف د. هويدا صالح.. و"العقل والوحي.. منهج التأويل بين ابن رشد وموسى بن ميمون وسبينوزا" تأليف د.أشرف منصور.. ومن التراجم "المرأة في العصور الإسلامية الوسطى" تأليف جافن هامبلي.. و"آل بن لادن وعالم النفط والمال والإرهاب" تأليف ستيف كول.. و"لمن الرأي في الحياة ؟ الأجنة والاستنساخ والخلايا الجذعية" تأليف جين ماينشاين.

المصدر: العرب اليوم

3-2-2014
آخر الأخبار

مقالات

أهم المواضيع