Download App Fahad Al-Salem Center application on your IOS device Download Fahed al Salem Center application on your Android device
محاكمة صحفي سويدي بتهمة تهريب البشر "طفل الحافة".. سيلفي تعاملت معه وزارة العمل السعودية 2.4 مليار شخص بلا "مراحيض" الامم المتحدة تعرب عن قلقها الشديد بشأن قانون تركي يسقط تهمة الاعتداء على قاصر عند الزواج
أبرز الأحداث

تقارير اخبارية

الأكثر قراءة
تعرّفوا إلى وباء "الإيبولا" وتعلّموا سبل الوقاية منه

يعيش العالم اليوم، خاصة الدول الأفريقية، في حالة من الذعر الشديد نتيجة تفشي وباء "الإيبولا" القاتل، وحصده أرواح أكثر من 4 آلاف شخص حتى يومنا هذا. فما هو هذا المرض الذي ينشر الرعب حول العالم؟ وأين ينتشر؟ وهل من طريقة لإيقافه؟

بحسب منظمة الصحة العالمية، فإنّ مرض فيروس إيبولا (المعروف سابقاً باسم حمى إيبولا النزفية) هو مرض وخيم يصيب الإنسان وغالباً ما يكون قاتلا، ويصل معدل الوفيات التي تسببها الفاشية إلى 90 بالمئة، وتندلع أساسا فاشيات حمى الإيبولا النزفية في القرى النائية الواقعة في وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة.

وينتقل فيروس الحمى إلى الإنسان من الحيوانات البرية وينتشر بين صفوف التجمعات البشرية عن طريق سرايته من إنسان إلى آخر. ويُنظر إلى خفافيش الفاكهة المنحدرة من أسرة Pteropodidae على أنها المضيف الطبيعي لفيروس حمى الإيبولا. ويتطلب المصابون بالمرض الوخيم رعاية داعمة مركزة. وليس هناك من علاج أو لقاح نوعيين مرخص بهما ومتاحين للاستخدام لا للإنسان ولا للحيوان.

ويمكن أن يتسبب فيروس الإيبولا في إصابة البشر بفاشيات الحمى النزفية الفيروسية ويوقع في صفوفهم وفيات يصل معدلها إلى 90%. وفي عام 1976 ظهرت أولى فاشياته في آن معا في كل من نزارا، السودان، ويامبوكو، جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد حدثت الفاشية الأخيرة في قرية تقع على مقربة من نهر إيبولا الذي اكتسب المرض اسمه منه.

ويتكون فيروس الإيبولا من خمسة أنواع مختلفة، هي: بونديبوغيو وساحل العاج وريستون والسودان وزائير.

وترتبط أنواع الفيروس بونديبوغيو والسودان وزائير بفاشيات كبيرة لحمى الإيبولا النزفية في أفريقيا، فيما لا يرتبط نوعا الفيروس ساحل العاج وريستون بفاشيات معينة من الحمى. والإيبولا النزفية مرض حموي يودي بحياة نسبة تتراوح بين 25 و90% من مجموع المصابين به. ويمكن أن تصيب أنواع فيروس الإيبولا ريستون الموجودة في الفلبين الإنسان بعدواها، ولكن لم يبلغ حتى الآن عن أية حالات مرضية أو وفيات بين البشر.

وفي التفاصيل، تنتقل عدوى الإيبولا إلى الإنسان بملامسة دم الحيوانات المصابة بالمرض أو إفرازاتها أو أعضائها أو سوائل جسمها الأخرى. وقد وُثِّقت في أفريقيا حالات إصابة بالعدوى عن طريق التعامل مع قردة الشمبانزي والغوريلا وخفافيش الفاكهة والنسانيس وظباء الغابة وحيوانات النيص التي يُعثر عليها نافقة أو مريضة في الغابات المطيرة.

وتنتشر لاحقا حمى الإيبولا بين صفوف المجتمع من خلال سراية عدواها من إنسان إلى آخر بسبب ملامسة دم الفرد المصاب بها أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى. كما يمكن أن تؤدي مراسم الدفن التي يلامس فيها النادبون مباشرة جثة المتوفى دورا في سراية عدوى فيروس الإيبولا، التي يمكن أن تُنقل بواسطة السائل المنوي الحامل للعدوى خلال مدة تصل إلى سبعة أسابيع عقب مرحلة الشفاء السريري.

وكثيرا ما يُصاب العاملون في مجال الرعاية الصحية بالعدوى لدى تقديم العلاج للمرضى المصابين بها، إذ تصيب العاملين العدوى من خلال ملامسة المرضى مباشرة من دون توخي الاحتياطات الصحيحة لمكافحة المرض وتطبيق الإجراءات المناسبة لرعاية المرضى في محاجر معزولة. وقد يتعرض مثلا العاملون في مجال الرعاية الصحية الذين لا يرتدون قفازات وأقنعة ونظارات واقية لملامسة دم المرضى المصابين بعدوى المرض ويكونون عرضة لخطر الإصابة بعدواه.

وحمى الإيبولا النزفية مرض فيروسي حاد ووخيم يتميز غالبا بإصابة الفرد بالحمى والوهن الشديد والآلام في العضلات والصداع والتهاب الحلق، ومن ثم التقيؤ والإسهال وظهور طفح جلدي واختلال في وظائف الكلى والكبد، والإصابة في بعض الحالات بنزيف داخلي وخارجي على حد سواء. وتظهر النتائج المختبرية انخفاضا في عدد الكريات البيضاء والصفائح الدموية وارتفاعا في معدلات إفراز الكبد للأنزيمات.

وينقل المصابون بالمرض عدواه إلى الآخرين طالما أن دماءهم وإفرازاتهم حاوية على الفيروس. وتبيّن من حالة مكتسبة مختبريا عُزِل فيها فيروس الإيبولا عن السائل المنوي أن الفيروس كان موجودا في السائل حتى اليوم الحادي والستين عقب الإصابة بالمرض.

وتتراوح فترة حضانة المرض (الممتدة من لحظة الإصابة بعدواه إلى بداية ظهور أعراضه) بين يومين اثنين و21 يوما.

ويتفاوت من فاشية إلى أخرى بين 25% و90% معدل الإماتة أثناء اندلاع فاشيات حمى الإيبولا النزفية.

ولا يوجد حتى الآن علاج أو لقاح محدد لحمى الإيبولا النزفية. وقد أظهرت العلاجات بالأدوية الجديدة نتائج واعدة في الدراسات المختبرية وهي تخضع للتقييم حاليا. ويجري اختبار العديد من اللقاحات ولكن قد يستغرق الأمر عدة سنوات قبل إتاحة أي واحد منها.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فبالنظر إلى عدم إتاحة علاج ولقاح فعالين للإنسان ضد فيروس الإيبولا فإن إذكاء الوعي بعوامل خطر عدوى الفيروس والتدابير الوقائية التي يمكن أن يتخذها الأفراد هي السبيل الوحيد للحد من حالات العدوى والوفيات بين البشر.

وينبغي أثناء اندلاع فاشيات حمى الإيبولا النزفية بأفريقيا أن تركز رسائل التثقيف بشؤون الصحة العمومية الرامية إلى الحد من مخاطر المرض على العوامل المتعددة التالية:

- تقليل مخاطر سراية عدوى المرض من الحيوانات البرية إلى الإنسان الناجمة عن ملامسة خفافيش الفاكهة أو القردة/النسانيس المصابة بالعدوى وتناول لحومها النيئة. وينبغي ملامسة الحيوانات بارتداء القفازات وغيرها من الملابس الواقية المناسبة، كما ينبغي أن تُطهى منتجاتها (من دماء ولحوم) طهيا جيدا قبل تناولها.

- الحد من خطر سراية عدوى المرض من إنسان إلى آخر في المجتمع بسبب الاتصال المباشر أو الحميم بمرضى مصابين بالعدوى، وخصوصا سوائل جسمهم. وينبغي تجنب الاتصال الجسدي الحميم بالمرضى المصابين بحمى الإيبولا، ولابد من ارتداء القفازات ومعدات الحماية المناسبة لحماية الأشخاص عند رعاية المرضى المصابين بالعدوى في المنازل. ويلزم المداومة على غسل اليدين بعد زيارة المرضى من الأقارب في المستشفى، وكذلك بعد رعاية المرضى المصابين بالعدوى في المنزل.

- ينبغي أن تطلع الجماعات المصابة بحمى الإيبولا الأفراد على طبيعة المرض وتدابير احتواء فاشياته، بوسائل منها دفن الموتى، وينبغي دفن من يلقى حتفه بسببه على جناح السرعة وبطريقة مأمونة.

- يلزم اتخاذ تدابير وقائية في أفريقيا تلافيا لاتساع رقعة انتشار الفيروس واندلاع فاشيات حمى الإيبولا النزفية من جراء اتصال حظائر الخنازير المصابة بعدوى المرض بخفافيش الفاكهة.

وفيما يتعلق بفيروس ريستون إيبولا، ينبغي أن تركز رسائل التثقيف بشؤون الصحة العمومية على الحد من خطر سراية العدوى من الخنازير إلى الإنسان بسبب اتباع ممارسات غير آمنة في مجال تربيتها وذبحها، والاستهلاك غير المأمون لدمائها أو حليبها الطازج أو أنسجتها النيئة. وينبغي ارتداء القفازات وغيرها من الملابس الواقية المناسبة عند التعامل مع حيوانات مريضة أو مع أنسجتها أو عند ذبحها. كما ينبغي القيام في المناطق التي يُبلّغ/ يُكشف فيها عن إصابة الخنازير بفيروس ريستون إيبولا أن تُطهى جميع منتجاتها (من دم ولحم وحليب) طهيا جيدا قبل تناولها.

هذا وقد أظهرت أحدث احصاءات نشرتها منظمة الصحة العالمية أن 4493 شخصا في الاجمال ماتوا بسبب اسوأ تفش في العالم لمرض ايبولا حتى يوم 12 اكتوبر تشرين الاول.

وقالت المنظمة انه تم الابلاغ عن 8997 حالة مؤكدة ومحتملة ومشتبها بها للمرض في سبع دول واغلبيتها الساحقة في دول ليبيريا وسيراليون وغينيا في غرب افريقيا.

وذكرت المنظمة انه في اسبانيا والولايات المتحدة اصاب المرض عددا من عمال الرعاية الصحية في حين يبدو ان السنغال ونيجيريا تمكنتا من منع مزيد من انتشار المرض.

وقال تقرير المنظمة "من الواضح ان الوضع في غينيا وليبيريا وسراليون يتدهور مع انتقال واسع ومستمر للايبولا.

ومع ضرب الوباء الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا، بدأ الحديث عن جهود دولية مكثفة لتطويقه، رغم أنه حصد أرواح آلاف الأشخاص في أفريقيا.

وقد حثَّ الرئيس الأميركي باراك أوباما الأميركيين على عدم الاستسلام للهستيريا بشأن فيروس إيبولا، مقللاً من تأثير حظر السفر من الدول التي ضربها الفيروس في غرب أفريقيا، قائلاً: "إن هذه القيود من شأنها أن تزيد الأمور سوءًا".

ودعا المشرعون أوباما لمنع مواطني ليبيريا وسيراليون وغينيا من دخول الولايات المتحدة. وأبدى أوباما عدم معارضته للمطالب، لكنّه أوضح في خطابه الأسبوعي عدم ميله للإجراء.

وقال أوباما: "لا نستطيع أن نعزل أنفسنا عن غرب أفريقيا"، لافتًا إلى أن نقل العاملين بمجال الصحة والإمدادات للمنطقة ستصبح أكثر صعوبة وسيدفع ذلك من يريد الخروج من المنطقة إلى تفادي الفحص؛ مما سيجعل عملية رصد حالات الإصابة أكثر صعوبة، منوهًا بأن محاولة عزل منطقة كاملة عن العالم، إن كان ممكنًا، قد تزيد الأمر سوءًا.

وذكر أن محاربة المرض ستستغرق وقتًا، محذرًا من تفشي حالات الإصابة الفردية في أميركا. لكن الرئيس الأميركي طمأن مواطنيه بشأن الفيروس مذكرًا إيّاهم بعدم رصد سوى ثلاث حالات فقط في البلاد حتى الآن، قائلاً: "ما نشهده الآن ليس تفشيًا أو وباء للإيبولا في أميركا".

من جهتها، أعلنت مدريد أن الممرضة الاسبانية التي أصيبت بفيروس "إيبولا" مطلع الشهر الجاري وكانت أول من يلتقط عدوى الفيروس خارج افريقيا، تغلّبت على هذا الفيروس بحسب فحوص مخبرية أجريت لها وأثبتت خلو جسمها من الفيروس.

وقالت الهيئة الحكومية المكلفة متابعة فيروس "إيبولا" في اسبانيا في بيان إن الممرضة تيريزا روميرو (44 عاماً) التي ادخلت في 6 تشرين الاول الجاري مستشفى "كارلوس الثالث" في مدريد خضعت لفحص مخبري اتت نتائجه الأحد "سلبية" أي أن جسمها بات خالياً من الفيروس.

وأضافت الهيئة ان الممرضة ستخضع لفحص مخبري جديد "في الساعات المقبلة"، مشيرة إلى ان "الحال الصحية للمريضة تشهد تحسنا".

وتيريزا روميرو التي تعمل ممرضة في المستشفى نفسه، أصبحت في 6 تشرين الأول، أول شخص يلتقط عدوى الفيروس خارج افريقيا.

وكانت أول عوارض الإصابة بالفيروس ظهرت عليها في 29 ايلول، بعدما عالجت كاهنين أصيبا بالفيروس في افريقيا واعيدا الى بلدهما في 8 آب و22 ايلول لتلقي العلاج لكنهما ما لبثا ان توفيا بعد بضعة ايام من عودتهما.

ويرجح ان تكون الممرضة التقطت العدوى اثناء اعتنائها بالكاهن الثاني الذي التقط العدوى في سيراليون وتوفي في 25 ايلول.

 

وبحسب البيان الحكومي الصادر الأحد فان 15 شخصا ممن كانوا على تماس مع الممرضة، وبينهم زوجها، يخضعون للمراقبة في المستشفى نفسه ولكن أياً منهم لم تظهر عليه حتى اليوم اعراض الاصابة بالفيروس.

ويعتني بالممرضة المصابة بـ"إيبولا" طاقم من حوالى 50 شخصا، وبالتالي يجب الانتظار 21 يوماً هي فترة حضانة الفيروس للتأكد من أن أياً منهم لم يلتقط العدوى منها كما فعلت هي مع مريضها.

ووفق الهيئة الحكومية، فإن نتائج الفحوص المخبرية الثانية التي أجريت على الشخصين الآخرين المشتبه باصابتهما بـ"إيبولا" أتت بدورها "سلبية".

 

إعداد: ريما أبو خليل

20-10-2014
آخر الأخبار

مقالات

أهم المواضيع