Download App Fahad Al-Salem Center application on your IOS device Download Fahed al Salem Center application on your Android device
محاكمة صحفي سويدي بتهمة تهريب البشر "طفل الحافة".. سيلفي تعاملت معه وزارة العمل السعودية 2.4 مليار شخص بلا "مراحيض" الامم المتحدة تعرب عن قلقها الشديد بشأن قانون تركي يسقط تهمة الاعتداء على قاصر عند الزواج
أبرز الأحداث

تقارير اخبارية

الأكثر قراءة
نهاية السفاح عبرة لكل الطغاة

"كما تدين تدان" عبارة تعبر عن واقع عاش فيه شارون حياته الاخيرة ، فالتاريخ لا يحص الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب العربي عامةً والفلسطيني خاصة  بدم بارد دون رحمة ولا شفقه، من مذبحة «قبية» في الاردن الى مجزرة "صبرا وشاتيلا" في لبنان، ناهيك عن الاعتداءات القاسية في فلسطين، بالاضافة الى اغتيال الشيخ ياسين والرنتيسي والرئيس عرفات والقائد شحادة وغيرهم.

 

فدق ناقوس الخطر على حياة شارون وأبت الحكمة اللاهية أن تأخذ بتار المظلومين، فلا محاكم لاهاي وبلجيكا قويت على حمله على المثول أمامهما ولا منظمات حقوق الانسان ولا غيرها.  بل دمعة أم وكف عجوز وحرقة طفل يرجو ثأراً من شارون., وحدها أستطاعت أن تهزمه بلا رحمة فتجلط الدم مؤقتاً في رأس شارون فمات بدم بارد فدخل بغيبوبة استمرت ثمان سنوات من الغذاب، وهذا معناه أنه غير مقبول في الأرض ولا في السماء.

قال تعالى: }فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية{

 

توفي رئيس حكومة الإحتلال الأسبق ارييل شارون في مستشفى قرب تل ابيب عن 85 عاما، بعد ان امضى ما يقارب ثماني سنوات في غيبوبة.هذا الرجل الذي لم يكن يوماً يفكر انه ربما سيواجه تلك اللحظة...فالمرض والعجز أو فكرة الموت بشكل عام لم تشغل حيزاً في عقله، وفّاه الله بمنظر يقشعرّ له الأبدان.  
 

ولادته وحياته

ولد هذا السفاح في قرية ميلان بفلسطين المحتلة يوم 27 شباط  1928 أيام الانتداب البريطاني، لأسرة بولندية نزحت إلى فلسطين وكان اسم عائلته الأصلي شاينرمان، كان والداه من اليهود الأشكناز الذين هاجروا من شرقي أوروبا. إذ ولد أبوه في بولندا بينما ولدت أمه في روسيا. يعدّ شارون من السياسيين والعسكريين المخضرمين على الساحة الإسرائيلية. وعندما بلغ من العمر 17 سنة انضم إلى عصابة الهاغانا الصهيونية، ومارس الإرهاب من خلالها، شارك في مذبحتي دير ياسين واللُّدِّ عام 1948م، فأصيب برصاص في بطنه وفخذه وفقد إحدى خصيتيه في معركة اللطرون ، والبعض يفسر إرهابه على أنه رد فعل على فقدانه تلك الخصية، وربما زادته تلك الحادثة إرهاباً على إرهاب، ولكن الحقيقة أنه إرهابي مارس الإرهاب قبل حرب 1948، فقد كانت أول جرائمه هو التعرض لرجل فلسطيني ثري وسرقة سيارته الفخمة، ومن السيارة الفخمة إلى الحرب الضخمة في فلسطين من أجل ما يدعونه إسرائيل العظمى، بعدها حل به مرض الملاريا ولمعالجته حسب ما ذكر في مذكرته لجأ إلى أقاربه في لندن وباريس وكذا نيويورك، فسافر إلى تل أبيب مع أبيه لشراء أول جاكيت وزوج من الأحذية التي يلبسها أصحاب المدن، وبعد عودته شعر بأنه ينتمي إلى المجتمع الراقي كما عبر في مذكرته., ومن أبرز أساتذته في الإجرام بن غوريون وشامير ورابين.

 

إنجازاته الاجرامية

بدأ شارون حياته العسكرية عام 1953 كقائد للوحدة 101، حيث تقدم  بطلب تشكيل وحدة خاصة للإرهاب تتكون من المحكوم عليهم جنائياً في السجون الإسرائيلية، ،وأطلق على رجالها اسم: «الشياطين، وقامت تلك الوحدة بقيادة شارون بتنفيذ خمس مذابح ضد المدنيين الفلسطينيين ونفذت هذه الوحدة بين عامي 1953 ـ 1956، منها مذبح قرية "قبية" في الاردن حيث قتل أفراد القرية رجالاً ونساء وأطفالاً  اثر نيران المدفعية التي استهدفت بيوت هذه القرية فقتلت 156 شخصاً، وجرحت المئات ودمرت 41 منزلاً.

وفي عام 1955 ارسل بن غوريون شارون لضرب معسكرات الجيش المصري في قطاع غزة بعدما كان اعلن في الليلة نفسها انه يمد يد الصداقة الى مصر. وفي غضون العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956،  مما أدى إلى مصرع ثلاثة آلاف أسير أعزل, بالاشتراك مع آخرين من ضباط الجيش الصهيوني. فقد ارتكب شارون اخطاء عسكرية عندما خالف اوامر القيادة وتقدم نحو ممرات "متلا" واشتبك مع الجيش المصري في معركة شرسة انتهت باندحار اليهود الذين خلفوا وراءهم 40 قتيلا ومئات ويومها اخضع شارون للتحقيق، واتهمه بعض الذين عملوا تحت قيادته بانه اساء القيادة والتصرف وقررت قيادة جيش العدو آنذاك تجميد تقدم شارون في الرتب.

 

استمرت قيادة "شارون" للواء المدرع حتى عام 1964م وسافر في خلال تلك الفترة إلى فرنسا لدراسة العلوم العسكرية، ثم تولى بعد عودته رئاسة هيئة أركان المنطقة الشمالية في الفترة من 1964م-1969م ثم قائدا للمنطقة الجنوبية من 1969م-1973م وقد عرف في تلك الفترة بترويع السكان، وقام بإجلاء المئات من بدو "رفح"."
 
حصل شارون على مقعد في الكنيست الإسرائيلي بين الأعوام 1973 و1974.  وخلال عام 1975م أسس حزباً يمينياً، وانضم إلى «حيروت» مع بيغن تحت مظلة جابو تنسكي، ثم ضم إليه في «حيروت» مجموعات حزبية متطرفة من المهاجرين.

 

عاود المشاركة في الكنيست من العام 1977 إلى الوقت الحاضر. وعمل شارون كمستشار أمني لإسحاق رابين  وكلفه بمهمة مكافحة الارهاب ، وفي فترة رئاسة مناحيم بيغن للحكومة الإسرائيلية شغل منصب وزير الزراعة بين الأعوام 1977 إلى 1981 فنشط في زيادة الرقعة الزراعية الاسرائلية، وفي زيادة عدد المستوطنات على حساب الاراضي الزراعية الفلسطينية.
 

مجزرة صبرا وشاتيلا

ومن أهم الاعتداءات التي سجلها التاريخ في ظل أحداث "أيلول الأسود" الشهيرة عام 1970 حين خرجت المقاومة الفلسطينية من الأردن واستقرت في الأراضي اللبنانية. ومع بداية الثمانينات اتسعت عمليات المقاومة الفلسطينية التي اتخذت من بيروت قاعدة لانطلاقتها، وقررت الحكومة الإسرائيلية القيام بهجوم شامل على لبنان، فاختارت لتلك المهمة "اريل شارون" وعينته وزيرا للدفاع، وتم الهجوم المرتقب بالفعل في عام 1982، ودخلت الجيوش الإسرائيلية ثاني عاصمة عربية بعد القدس.

 

 في هذا العام قام "شارون" بارتكاب مجزرة جديدة على غرار المجزرة التي ارتكبها قبل نحو ثلاثين عاما في قرية "قبية"  وهي مجزرة "صبرا وشاتيلا" وتُعدّ مذبحة صبرا وشاتيلا من أهم المحطات في حياة المجرم شارون، فقد صممها وأمر بتنفيذها وسهل للجناة فعلتهم وفتح لهم الطريق بعد احتلال بيروت عام 1982، وقد حدثت المذبحة يوم 10 سبتمبر 1982، وكان شارون يشغل منصب وزير الدفاع الصهيوني في ذلك الوقت، هي مذبحة  ضد اللاجئين الفلسطنيين واستمرت لمدة ثلاثة أيام على يد المجموعات الانعزالية اللبنانية المتمثلة بجزب الكتائب اللبناني والجيش الاسرائيلي،  وكانت الخطة هي إدخال مجموعة من قوات الجيش الإسرائيلي إلى المخيم حيث أخذت في إلقاء القنابل المضيئة، وفي نفس الوقت أخذت بعض الميليشيات اللبنانية الرافضة للوجود الفلسطيني هناك في إطلاق نيران أسلحتها علي السكان العزل، ثم استخدموا السكاكين في الإجهاز علي من يقع في أيديهم من الضحايا، في حين أحاطت القوات الإسرائيلية بالمخيم لتمنع الفلسطينيين من الفرار.. واستمرت تلك المجزرة لمدة ثماني وأربعين ساعة، عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح فقد كانت مذبحة مروعة قتل فيها الآلاف من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ.

 
ولكن سرعان ما خرجت هذه المجزرة الى العلن  بعد نشر التقارير عن المذبحة، فتسببت الصور البشعة التي تم نشرها، إلى مطالبة المعارضة داخل إسرائيل نفسها بالتحقيق مع «شارون»، الذي أدانته لجنة التحقيق، ليتقدم باستقالته في عام 1983 من منصبه كوزير للدفاع. وأقام أقارب ضحايا المذبحة دعوة قضائية ضد «شارون» في بلجيكا، إلا أن المحكمة أسقطت القضية بدعوى عدم الاختصاص.

 

اغتياله ياسر عرفات
واصل «شارون» عمله السياسي، حتى تولى رئاسة حزب ليكود عام 1999، ولم يكد يمر عام واحد حتى قرر في سبتمبر 2000 القيام بزيارة استفزازية للمسجد الأقصى بحراسة 3000 جندي، وهي الزيارة التي أسفرت عن اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ليتم انتخاب «شارون» بعدها رئيسًا للوزراء في عام 2001، و2003 ليأمر ويشرف على تنفيذ مذابح أخرى مثل مذبحة جنين الشهيرة اضافة الى عملية السور الواقي عام 2002.

 

لم ينسى إرييل شارون عدوه ياسر عرفات الذي فشل وهو وزير للدفاع في التخلص منه أثناء غزوه للبنان عام 1982، فقرر التخلص منه وكان يُجاهر ويفاخر بهذه الرغبة، وقد حاول قتله فعلًا في حصار حصار الجيش الإسرائيلي منذ العام 2002 مقره في رام الله وتدميره أجزاء منه، وتحكمه بزوّاره وطعامه وشرابه، كما شنت الحكومة الإسرائيليّة حملة تحريضيّة ضده، وأعلنت أنه زعيم إرهابي، وهددت بقتله علنا، ولكن الولايات المتحدة لم تسمح له بقتله علنًا. لذلك كانت هناك حاجة لقتله بطريقة لا تترك أثرًا كالسم، وهذا ما عام 2004، فقد بيّنت التحقيقات السويسريّة التي أثبتت أنه قُتل بالسم عن طريق استخدام مادة "البولونيوم" النوويّة في ذكرى وفاته التاسعه عام 2013.
 

وفاة شارون

وانعكست أعماله الأجرامية والظلم الذي ارتكبه بحق النفس الانسانية أصيب «شارون» بجلطة دماغية في 2006، دخل على إثرها في غيبوبة دامت لثمانية سنوات صارع فيها المرض، يبقى «شارون» في غيبوبته راقدًا على أحد أسرّة مستشفى «شيبا»، بالقرب من تل أبيب، تعمل أجهزة جسده بفعل الأجهزة الطبية الواصلة إليه، والتي رفضت أسرته نزعها عنه حتى وفاته أخيرًا.

 

لا يمكننا إعادة صياغة التاريخ لكن حان الوقت أن لا يسمح المجتمع الانساني بوجود مثل هذا السفاح الصهيوني ارييل شارون وغيره مما يسلكون طريقة الاجرامي، فعلينا أن لا ننسى أنه وإن مات شارون فقد خلف وراءه أكثر من شارون صهيوني آخر، وبدل الفرح بموت جلاد، كان علينا ان نهتم بمصيرنا في ظل ملايين الجلادين من حولنا، الأعراب جعلوها عرسا واعتبروا ما حدث لشارون انتقام من الخالق، والغريب أننا كعرب لم نتساءل بيننا وبين انفسنا لماذا سرط علينا ربنا شارون؟

 

 

بقلم: ابتسام زعيتر

 

 

2-2-2014
آخر الأخبار

مقالات

أهم المواضيع