Download App Fahad Al-Salem Center application on your IOS device Download Fahed al Salem Center application on your Android device
محاكمة صحفي سويدي بتهمة تهريب البشر "طفل الحافة".. سيلفي تعاملت معه وزارة العمل السعودية 2.4 مليار شخص بلا "مراحيض" الامم المتحدة تعرب عن قلقها الشديد بشأن قانون تركي يسقط تهمة الاعتداء على قاصر عند الزواج
أبرز الأحداث

تقارير اخبارية

الأكثر قراءة
ما العلاقة الوطيدة التي تربط تونس بـ"الجهاد" في سوريا والعراق ؟

 

زومبي هذا الوقت، أو النسخة الأكثر بشاعة من نسخ الزومبي بحسب ما وصفهم الكاتب الصحفي في "إرم" مشاري الذايدي، هم تيار «داعش» الذي يعيث مرضه ووباؤه في كل مكان، دعنا من سوريا والعراق فتلك قصة أخرى، بل في اليمن وتونس وليبيا والمغرب ومالي والنيجر.

ما نراه الآن أشبه بأفلام الرعب حول مصاصي الدماء الذين يخرجون في الظلام ويغرسون أنيابهم فجأة وبوحشية بكل من يعترض طريقهم.

أو هم الموتى السائرون أو اللاموتى ولا أحياء، أو كما يطلق عليهم في أدبيات السينما «الزومبي». لهم هيئة البشر، لكن بلا روح ولا ضوابط البشر، غرضهم القتل للقتل، والرعب للرعب، والخراب للخراب، هم هكذا ولا يستطيعون إلا أن يكونوا هكذا، ولا شفاء لهم إلا بالفناء، لا حوار يقنع، ولا نصيحة تقمع.

زومبي هذا الوقت، أو النسخة الأكثر بشاعة من نسخ الزومبي هم تيار «داعش» الذي يعيث مرضه ووباؤه في كل مكان، دعنا من سوريا والعراق فتلك قصة أخرى، بل في اليمن وتونس وليبيا والمغرب ومالي والنيجر.

وباء كانت بدايته الصاخبة من أيمن الظواهري وأسامة بن لادن، ثم تطور الداء أكثر مع الزرقاوي والمقرن والعوفي في السعودية، ثم تقدم الوباء والفيروس درجة أكثر تعقيدا مع الوحيشي والريمي في اليمن، ليصل إلى نسخته العليا ودرجته المستعصية مع البغدادي والعدناني وانتحارييهم في حوض الفرات.

فإن احزمة الفقر بالمدن التونسية تحولت من معقل للغضب الشعبي على النظام السابق الى خزان استراتيجي للجماعات المتشددة. فوسط بيئة من الفقر والبطالة وانسداد الافاق، نجحت الخلايا التكفيرية في التغلغل واستقطاب الاف من الشباب الباحثين عن بدائل لواقع التهميش.

فقد أكد تقرير عسكري واستخباراتي أمريكي أن التونسيين باتوا يتزعمون كتائب الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش" مشيرا إلى أن المقاتلين الأجانب يمثلون العمود الفقري لهذا التنظيم.

ويتصدر التونسيون أعداد المقاتلين ضمن صفوف الدولة الإسلامية بأكثر من 3000 مقاتل يليهم العوديون ب3000 مقاتل فالمغاربة بـ 1500.

وأوضح التقرير الذي نشرت تفاصيله جريدة الشروق التونسية، أن عدد المقاتلين الذين دخلوا سوريا تجاوز 12000 مقاتل وهو رقم يتجاوز عدد الذين وفدوا إلى أفغانستان خلال فترة احتلالها من قبل الاتحاد السوفياتي.

وبعد التصريحات الدولية التي أعلنت تورّط أجانب في القتال في سوريا والعراق مع تنظيم "داعش" والتنظيمات الأخرى الإرهابية، وبعد التحذيرات الحكومية التي أُطلقت من كافة المنابر الدولية من خطر الإرهاب والخطر الذي يمثّله "المجاهدون" من خلال عودتهم إلى أراضيهم بعد "الجهاد" في سوريا والعراق، صرّح وزير الداخلية التونسية لطفي بن جدو قائلاً: "ان مئات التونسيات حوامل من جهاد النكاح في سوريا".

وفي هذا السياق، أوضح وزير الداخلية التونسية ان فتيات تونسيات سافرن إلى سوريا تحت مسمى "جهاد النكاح" رجعن إلى تونس حوامل من أجانب يقاتلون الجيش النظامي السوري من دون ان يحدد رقماً، بحسب وكالة الانباء الفرنسية.

وقال الوزير خلال جلسة مساءلة أمام المجلس التأسيسي نقلها التلفزيون الرسمي مباشرة قائلاً: "يتداول عليهن جنسياً عشرون وثلاثون ومائة مقاتل ويرجعن إلينا يحملن ثمرة الاتصالات الجنسية بإسم جهاد النكاح، ونحن ساكتون ومكتوفو الأيدي".

وأضاف أن وزارة الداخلية منعت منذ شهر آذار الماضي ستة آلاف تونسي من السفر إلى سوريا واعتقلت 86 شخصا كوّنوا "شبكات" لإرسال الشبان التونسيين إلى سوريا بهدف "الجهاد"، وأوضح: "فوجئنا بمنظمات حقوقية تونسية تحتج على منع وزارة الداخلية تسفير مقاتلين إلى سوريا، شبابنا يوضع في الصفوف الأمامية في الحرب في سوريا ويعلمونهم السرقة ومداهمة القرى السورية".

وقال الباحث المختص في الفكر الاجتماعي للجماعات التكفيرية جهاد الحاج سالم: "هذا الشاب الذي كان في السابق عنصر ناشز في محيطه وكان فاشلا اجتماعيا ومنحرف، فيصبح ليتخيل نفسه على انه مجاهد وانه عضو من الطائفة المنصورة التي ستحمل جذوة الايمان الحق وستعيد امجاد الاسلام والخلافة، وهو توهم ايديولوجي بالطبع، لكنهم يعيشون على انه شيء حقيقي، لان هذا الفكر يملأ فراغات تركتها الدولة والقوى الاجتماعية الحية داخل تونس".

ومع تصاعد مد هذه الجماعات بالبلاد، فان الخبراء يؤكدون ان مشاريعها السياسية والعسكرية لا تعد معزولة داخل سياقها الجغرافي في ظل ارتباطاتها التنظيمية والفكرية بجماعات داعش والقاعدة بسوريا والعراق ضمن ظاهرة عولمة الارهاب.

وقال الخبير في شؤون الجماعات التكفيرية سامي براهم للمراسلين: "تيار انصار الشريعة في تونس بايع البغدادي اميرا على دولة العراق والشام منذ الفترة الاولى للإعلان عن نفسها، لذلك يمكن اعتبار تيار انصار الشريعة جزءا من مشروع دولة العراق والشام، وهذا ما يفسر وجود الكثير من التونسيين في هياكل ومؤسسات ما يسمى بـ +داعش+".

الارتباط العضوي بين هذه الجماعات بمنطقة المغرب وتنظيم داعش يؤكده اتساع نطاق المقاتلين التونسيين بين صفوفه بحسب المختصين لتتضح معه ملامح مخططات مشبوهة ترسمها أجندات غربية وعربية تستهدف المنطقة برمتها.

وقال مدير المركز التونسي للدراسات الاستراتجية طارق الكحلاوي في تصريح: "تم احصاء 14 انتحاريا تونسيا في عمليات متفرقة في العراق بين شهري مارس وابريل في هذه السنة، هذا الحضور لا يعني بلا شك ان تغول داعش البعيد آلاف الاميال في العراق ليس حدثا بعيدا عن تونس في نهاية الامر".

ومن جهتها، دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان، السلطات التونسية إلى التحقيق في مزاعم تتعلق بتورط جهاديين تونسيين ينشطون ضمن كتائب إسلامية متطرفة في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في العراق وسوريا.

وجاءت دعوة المنظمة الحقوقية إثر رصدها لمقاطع فيديو نشرها جهادي تونسي، على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" بالإضافة إلى صور تبرز أنه شارك في تعذيب وإعدام خمسة عناصر من حرس الحدود العراقي، وقالت المنظمة إنها تحتفظ بنسخ من مقاطع الفيديو والصور.

وكان وزير الداخلية التونسية لطفي بن جدو أكد في تصريحات له سابقاً ان هناك قرابة 2400 شاب تونسي يقاتلون في سوريا، مشيرا إلى ان ثمانين بالمائة منهم يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بينما يقاتل البقية ضمن تنظيم جبهة النصرة.

وأكد المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية، بدوره، أن 14 تونسيا نفذوا عمليات إنتحارية في العراق في شهري آذار ونيسان الماضيين.

وقالت "هيومن رايتس ووتش" في بيان، انه يجب على تونس، بصفتها دولة طرف في المحكمة الجنائية الدولية منذ 2011، سن تشريعات تتعلق بجرائم الحرب، ودمج النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في قانونها الوطني، واتخاذ إجراءات عاجلة لفتح تحقيقات ومحاكمة التونسيين المتورطين في انتهاكات ترقى إلى تصنيف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا والعراق.

نديم حوري نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، إعتبر مقطع الفيديو دعوة للسلطات التونسية كي تسرع في فتح تحقيق ومحاكمة جميع جرائم الحرب التي يرتكبها مواطنون تونسيون في العراق وسوريا والرد على تبجح متطرف تونسي بجرائمه عبر شبكة الإنترنت.

وأضاف حوري: "يجب على السلطات أن تبعث برسالة واضحة لا لُبس فيها إلى جميع التونسيين مفادها أنها لن تتسامح مع مثل هذا السلوك".

كما أفادت معلومات صحافية عن إنتحار 4 نساء في الموصل بالعراق، بعد إجبار تنظيم "داعش" لهن على جهاد النكاح.

ومن جهة أخرى، أكد عدد من الخبراء والمختصين في ملتقى حول "السلفية الجهادية في تونس والمنطقة المغاربية"، الارتباط التنظيمي بين الجماعات التكفيرية في تونس وشمال افريقيا بتنظيم "داعش" و"القاعدة" ضمن مخطط غربي وعربي يستهدف كامل المنطقة.

فقد لاحظ المواطنون انتشار عدة شعارات مكتوبة تؤيد الدولة الاسلامية بالعراق - داعش - وتسب الجيش المصري -  والرئيس السيسي في منطقة التونسي بشارع الاتوستراد في الاتجاة ناحية المعادي امام مسجد التونسي تماما الي ذلك وتتواجد في منطقة التونسي خلايا اخوانية نشطة كانت تقطع الطريق الدائري.. اكثر من عدة مرات وتهاجم الجيش والشرطة بمظاهرات ليلية امام كارفور المعادي منذ عدة ايام وتسير مظاهرات مسلحة

وتحولت بحسب البعض، أحزمة الفقر بالمدن التونسية تحولت من معقل للغضب الشعبي على النظام السابق الى خزان استراتيجي للجماعات المتشددة؛ فوسط بيئة من الفقر والبطالة وانسداد الافاق، نجحت الخلايا التكفيرية في التغلغل واستقطاب الاف من الشباب الباحثين عن بدائل لواقع التهميش.

ومع تصاعد مد هذه الجماعات بالبلاد، فإن الخبراء أكدوا ان مشاريعها السياسية والعسكرية لا تعد معزولة داخل سياقها الجغرافي في ظل ارتباطاتها التنظيمية والفكرية بجماعات "داعش" و"القاعدة" في سوريا والعراق ضمن ظاهرة عولمة الارهاب.

 

 

1-7-2014
آخر الأخبار

مقالات

أهم المواضيع