Download App Fahad Al-Salem Center application on your IOS device Download Fahed al Salem Center application on your Android device
محاكمة صحفي سويدي بتهمة تهريب البشر "طفل الحافة".. سيلفي تعاملت معه وزارة العمل السعودية 2.4 مليار شخص بلا "مراحيض" الامم المتحدة تعرب عن قلقها الشديد بشأن قانون تركي يسقط تهمة الاعتداء على قاصر عند الزواج
أبرز الأحداث

تقارير اخبارية

الأكثر قراءة
بعد سلسلة من "المجازر" الدموية في بانغي..هل تكون القارة الأفريقية على موعد مع إبادة جديدة؟
 
بالرغم من أننا إجتزنا عتبة القرن الواحد والعشرين، وبالرغم من التطورات الهائلة التي يشهدها وسيشهدها عالمنا، فإن الدول لا تزال حتى اليوم متأخرة في ضمان أبسط حقوق الإنسان بالعيش الآمن والكريم، إذا لا زلنا نسمع اليوم عن إبادات ومجازر ترتكب على خلفيات عرقية ودينية وقبلية. ولعلّ المثل الأكبر لإنتهاكات حقوق الإنسان تتمثل اليوم في الأحداث الدائرة في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث أكدت تقارير لمنظمات حقوقية دولية سقوط أكثر من 72 قتيلاً، بينهم عدد كبير من الأطفال، في سلسلة "مجازر" جديدة، ارتكبتها جماعات مسيحية مسلحة ضد المسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى، التي تشهد عمليات تطهير عرقي واسعة.
وكشفت منظمة "هيومان رايتس وتش"، في تقرير جديد لها عن هذ "المجازر"، التي وقعت في منطقتين قرويتين على الأقل، في جنوب غربي أفريقيا الوسطى، استناداً إلى مقابلات أجراها فريق المنظمة مع عدد من الناجين، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وذكرت المنظمة الحقوقية الدولية أن قرية "غوين" كانت مسرحاً لإحدى هذه المجازر في شباط الماضي، حيث قام مسلحون ينتمون لجماعة "مكافحة بالاكا" المسيحية، بذبح عشرات السكان من المسلمين، فيما لاذ مئات السكان بالاختباء داخل إحدى كنائس القرية.
كما أشارت "هيومان رايتس وتش" إلى وقوع مجزرة أخرى، بعد نحو أسبوعين من المجزرة الأولى، في قرية "ياكونغو"، راح ضحيتها 19 قتيلاً، إلا أنها اتهمت جماعة "سيلكا" الإسلامية، التي قادت انقلاباً عسكرياً أطاح بالرئيس فرانسوا بوزيزي، بالوقوف وراء تلك المجزرة.
ولفتت المنظمة، في تقرير آخر أصدرته في وقت سابق من آذار الماضي، وبعد زيارة عدة بلدات وقرى في الجزء الشمالي الغربي من الجمهورية الأفريقية، إلى أن "السكان المسلمين قد فروا جماعات، في مواجهة الهجمات المستمرة التي تشنها ميليشيا مكافحة بالاكا".
وأضافت أن القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام، التابعة للاتحاد الأفريقي، تنتشر في عدد من البلدات الكبرى بجنوب غربي أفريقيا الوسطى، ومنها بلدتي "بودا" و"كارنوت"، إلا أنها لا تقوم بتسيير دوريات على الطرق المؤدية إليهما، حيث توجد القرى التي شهدت تلك المجازر.
واعتبرت المنظمة أن تواجد هذه القوات غير كاف حماية السكان المسلمين، الذين يتعرضون لـ"مجازر انتقامية مروعة"، من قبل مليشيات جماعة "مكافحة بالاكا"، رداً على ما وصفتها بـ"انتهاكات مروعة" ارتكبتها جماعة "سيلكا"، على مدار العام الماضي.
ولا بد من التذكير أن الوضع الأمني في بانغي، عاصمة أفريقيا الوسطى، تدهور بعد إطاحة تحالف "سيليكا" المتمرد بالرئيس فرنسوا بوزيزيه والمجيء بأول رئيس مسلم في تاريخ البلاد وهو ميشال جوتوديا، حيث انزلقت البلاد في وضع من الانفلات الأمني المتزايد، إستدعى تدخلا عسكريا فرنسيا لمحاولة ضبط الوضع، في إطار عملية "سنغاريس" الهادفة إلى وضع حد للعنف الذي نشب بين ميليشيات مسلمة تابعة للرئيس الحالي دجوتوديا وأخرى مسيحية مساندة للرئيس المخلوع بوزيزيه.
وبالعودة إلى الواقع على الأرض اليوم، فقد دعا متحدث باسم الأقلية المسلمة في أفريقيا الوسطى، إلى إجلاء المسلمين المحتشدين في محيط المسجد المركزي بالعاصمة، في ظل صراع طائفي تعيشه البلاد.
وأوضح سعودي عبدالرحمن دودو، الناطق باسم الأقلية المسلمة بالدائرة الثالثة في بانجي، إن "النازحين المتمركزين في مخيم المسجد المركزي وحي "بي-كا 12"، يجب إجلاؤهم إلى بامبري، مدينة في وسط البلاد، ونقطة عبور إلى الشمال حيث يقطن أغلبية مسلمة، حتى عودة الأوضاع إلى طبيعتها"، معلنا أنه "ينتظر عملية الإجلاء قرابة الـ2000 شخص في حديقة المسجد المركزي، إضافة إلى 2500 شخص إضافي قابعين في مساكن وقتية ويهددهم الموت بشكل يومي".
وفي سياق متصل يظهر التدخل الخارجي في أزمة أفريقيا الوسطى، فقد قدم الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل لوسائل الإعلام نتائج تحقيق الأمم المتحدة حول حادثة اطلاق نار من قبل جنود تشاديين على مدنيين بافريقا الوسطى، حيث أكد التحقيق أن "قافلة الجيش التشادي التي وصلت إلى سوق "بي كا 12"  أطلقت النار على ما يبدو على الناس دون أن تتعرض للاستفزاز".
وقد حذرت منظمة الأمم المتحدة من أن جمهورية أفريقيا الوسطى ستواجه أزمة إنسانية، في الوقت الذي يفر فيه السكان من مناطق الصراع إلى معسكرات شديدة الزحام، وتفتقر إلى مرافق صحية مناسبة.
من جهتها، رفضت تشاد هذه التصريحات، معبرة عن "دهشتها واستيائها من تحقيق مزعوم نشرت مفوضية الأمم المتحدة نتائجه"، واصفة اتهامات المفوضية "بالتشهيرية والمغرضة".
وفي هذه الأثناء، وصل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، السبت، في أول زيارة له منذ اندلاع أعمال عنف على أسس دينية في البلاد، خلال 2013.
وزار الأمين العام مسجدا في بانغي يأوي 1500 مسلم نزحوا جراء الصراع، وقال للأسر، إنه "لن يتم نسيانهم وإنه سوف يوصل رسالتهم إلى العالم"، بحسب ما نشره متحدث باسم الأمم المتحدة.
وتأتي زيارة بان كي مون قبل زيارته المقررة لرواندا، لإحياء الذكرى العشرين للإبادة الجماعية هناك. وتهدف زيارته إلى إبداء تصميم المنظمة الدولية على نشر قوة حفظ سلام في افريقيا الوسطى التي لا تزال تشهد اعمال عنف دموية.
ودعا كي مون قادة افريقيا الوسطى الى "العمل على منع وقوع "ابادة" جديدة في افريقيا، بعد عشرين عاماً على تلك التي وقعت في رواندا"، متوجها إلى المسؤولين بالقول: "إنها مسؤوليتكم جميعا ضمان ألاّ يكون علينا أن نحيي أبداً ذكرى مماثلة في افريقيا الوسطى".
 
 
6-4-2014
آخر الأخبار

مقالات

أهم المواضيع