Download App Fahad Al-Salem Center application on your IOS device Download Fahed al Salem Center application on your Android device
محاكمة صحفي سويدي بتهمة تهريب البشر "طفل الحافة".. سيلفي تعاملت معه وزارة العمل السعودية 2.4 مليار شخص بلا "مراحيض" الامم المتحدة تعرب عن قلقها الشديد بشأن قانون تركي يسقط تهمة الاعتداء على قاصر عند الزواج
أبرز الأحداث

تقارير اخبارية

الأكثر قراءة
التطهير الديني يخيم على افريقيا الوسطى ومسليموها يبحثون عن ملاذ آمن

 

تشهد جمهورية أفريقيا الوسطى منذ عدة أشهر عمليات  ذات وحشية فائقة ترتكبتها مختلف المجموعات في أفريقيا الوسطى, وصفت هذه العماليات  بـ"التطهير الديني" ضد المسلمين على أيدي ميليشيات مسيحية، اسفر عنها مقتل المئات ونزوح الآلاف خوفا من عمليات القتل العشوائية، والجرائم الخطيرة

والافت أن الوضع المأساوي الذي يعيشه السكان المدنيون في جمهورية أفريقيا الوسطى لم يتوقف عن التدهور، بدأ"من حكم بوزيزيه الذي عرف  بالفساد والمحسوبية والسلطوية، الأمر الذي أدى إلى تمرد علني ضد حكومته. وقاد التمرد تحالف من فصائل المعارضة المسلحة المعروفة باسم تحالف سيليكا خلال الحرب الأهلية في جمهورية أفريقيا الوسطى في عامي(2004-2007) و ونزاع في عامي2012-2013. حيث أدى هذا  في النهاية إلى الإطاحة به يوم 24 مارس 2013. نتيجة للانقلاب والفوضى الناتجة عن ذلك.

ويشكل المسلمون نحو 15٪ من سكان جمهورية أفريقيا الوسطى، مما يجعلها ثاني أكبر ديانة في البلاد بعد المسيحية التي يدين بها نصف السكان (25% بروتستانت و25% كاثوليك)، أما بقية السكان فإنهم يدينون بديانات محلية ويعيش معظم مسلمو أفريقيا الوسطى في الشمال بالقرب من الحدود مع تشاد المسلمة، حيث خرج من بينهم ميشال دجوتوديا كأول رئيس مسلم للبلاد وأنصاره المقاتلون في تحالف سيليكا. استهداف المسلمين أدى لنزوح نحو مليون شخص تجاه الدول المجاورة

وتدهورت الأوضاع الأمنية في جمهورية أفريقيا الوسطى منذ الانقلاب الذي قاده ميشال دجوتوديا وائتلاف سيليكا المتمرد وأطاح بالرئيس فرانسوا بوزيزيه في مارس/آذار 2013. وبدأت الخلافات تصيب نظام الرئيس المسلم، بعد شكوى المعارضة من تهميشها، وفشل الحكومة في السيطرة على الأمن في البلاد، لتبدأ حالة فوضى غير مسبوقة قُتل على إثرها المسلمون بطريقة عشوائية على أيدي الميلشيات المسيحية، إلى أن اضطر دجوتوديا للتنحي بضغط من رؤساء دول وسط أفريقيا في مطلع يناير/كانون الثاني الماضي.

ومنذ تنحي دجوتوديا غرقت البلاد في دوامة من العنف الطائفي والأعمال الانتقامية التي تشنها الميليشيات المسيحية ضد مسلحي سيليكا والمدنيين المسلمين.

وأدى انسحاب مسلحي سيليكا من مدينة بودا (شمال غرب) في 29 يناير/كانون الثاني الماضي إلى موجة عنف غير مسبوقة أسفرت عن مقتل 84 شخصا بينهم مسلمون ومسيحيون، بحسب الصليب الأحمر المحلي.

وحسب منظمة العفو الدولية، فإن ميليشيات أنتي-بالاكا شنت في 18 من الشهر نفسه هجوما على مدينة بوسيمبتيليه (غرب)، ما أسفر عن سقوط أكثر من مائة قتيل بين السكان المسلمين.

وأدت أعمال العنف الطائفية إلى نزوح ربع سكان البلاد -البالغ عددهم 4.6 ملايين نسمة- عن مناطقهم خوفا من الهجمات الانتقامية التي أودت بحياة ما لا يقل عن ألفي شخص. وفر عشرات الآلاف من المسلمين النازحين إلى دولتي الكاميرون وتشاد المجاورتين.

ومع اتساع نطاق نزوح المسلمين، أعلن مدير الطوارئ في منظمة هيومان رايتس ووتش بيتر بوكارت أنها مسألة أيام وسيغادر جميع المسلمين أفريقيا الوسطى فراراً من العنف، مضيفا "توجد أحياء كاملة ذهب سكانها من المسلمين بالكامل، ويتم هدم منازلهم بصورة ممنهجة، حيث يتم نزع الأبواب والنوافذ والأسقف، وتوجد أدلة على محو وجودهم بالكامل".

اما فيما يختص بالمواقف الدولية فكانت فرنسا اول المبادرين حيث ارسلت  1600 جندي إلى أفريقيا الوسطى لمساعدة نحو خمسة آلاف من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، كما وعد الاتحاد الأوروبي بنشر نحو خمسة آلاف جندي في العاصمة بانغي في بداية مارس/آذار المقبل.

ومع مرور الوقت، بدأت أعداد من المسلمين ترفض وجود القوات الفرنسية، وتظاهر الآلاف من المتعاطفين مع حركة سيليكا المسلمة في العاصمة بانغي ضد العمليات العسكرية التي تشنها القوات الفرنسية في بلادهم، وذلك بعد مقتل ثلاثة من عناصر سيليكا في اشتباك مع الجنود الفرنسيين، واتهم المسلمون القوات الفرنسية بالانحياز للميليشيات المسيحية.

ومع استمرار استهداف المسلمين في أفريقيا الوسطى، اتهمت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان مليشيات مسيحية في أفريقيا الوسطى بارتكاب جرائم بحق المسلمين هناك.

وجاء في تقرير المنظمة قوات حفظ السلام الدولية -أن  ما يرتكب تحتا مسمى عمليات تطهير عرقي أدى إلى فرار جماعي غير مسبوق تاريخيا للمسلمين في الجمهورية.

وأعلنت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي أن أعدادا كبيرة من المدنيين المسلمين يُجبرون على الفرار وترك بيوتهم ومناطقهم للحفاظ على حياتهم، وأن معظمهم يتوجه إلى الحدود مع تشاد

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن "الوحشية الطائفية تغير التركيبة السكانية في البلاد، ويجب علينا بذل المزيد من الجهد لمنع ارتكاب المزيد من الفظائع ولحماية المدنيين واستعادة النظام والقانون وتقديم المساعدات الإنسانية والحفاظ على تماسك البلاد". وأعرب مون عن قلقه الشديد من أن العنف هناك قد يتحول إلى إبادة جماعية.

وفي هذا السياق أعلنت مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا الجمعة أنها باشرت القيام بدراسة أولية ستمهد لإجراء تحقيق حول جرائم خطيرة ارتكبت في أفريقيا الوسطى من أعمال عنف وقتل طائفية منذ أشهر.

 ويتزامن هذا الإعلان مع مغادرة قافلة ضخمة من شاحنات وسيارات أجرة تنقل مدنيين مسلمين فارين من أعمال العنف في العاصمة بانغي باتجاه الجارة تشاد. وأضافت أن المحكمة الجنائية الدولية قررت إجراء دراسة أولية حول تلك الأعمال والجرائم.

ومع استمرار أحداث العنف والقتل رجح وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان تمديد الأمم المتحدة تفويضها لقوات بلاده في أفريقيا الوسطى. وقال لودريان لإذاعة "آر تي أل" إن التفويض الأممي الحالي مدته ستة أشهر وقابل للتجديد، واعتبر أن تمديد هذا التفويض يعد ضروريا لتجنب انهيار بلد مهم يقع في قلب أفريقيا وقرب مناطق تحدق بها مخاطر مثل الساحل والقرن الأفريقي والبحيرات الكبرى. وينتشر 1600 عسكري فرنسي في أفريقيا الوسطى.

وتزامنا"مع ذالك شنت القوات الفرنسية والأفريقية في قوة حفظ السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى ، عملية واسعة لنزع سلاح المليشيات، تضمنت القيام بعمليات تمشيط وتفتيش المنازل في عدة مناطق بالعاصمة بانغي بحثا عن أسلحة تستخدمها المليشيات المسلحة. واستهدفت أحياء تعتبر معاقل لمتمردين ومقاتلين تابعين لمليشيات مسيحية، قامت خلال الفترة الماضية بحملات ترويع المسلمين وتهجيرهم من ديارهم.

وكانت تلك الهجمات بمثابة ناقوس خطر من انزلاق البلاد نحو "التطهير العرقي", الذي حذرت منه منظمة العفو الدولية في وقت سابق.واستطاعت القوة المؤلفة من 250 عنصرا الاستحواذ على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر طبقا لما أفاد به مراسل وكالة الصحافة الفرنسية من موقع الحدث.

وترتفع حصيلة القتله ما لا يقل عن 70 شخصا منذ ا في مواجهات بين مدنيين مسيحيين ومسلمين في بلدة بودا على مسافة مائة كلم غرب بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى، ولا تزال أعمال العنف متواصلة.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني قوله إن المعارك حول البلدة اشترك فيه سكان مسلحون بالأسلحة النارية والفؤوس، كما أحرق أكثر من ثلاثين منزلا، مشيرا إلى أن المسيحيين هاجموا المسلمين بعد أن خرجوا في مسيرة بالبلدة.

وفي هذه الأثناء، أعلن رئيس أركان الجيوش الفرنسية الأميرال إدوار غييو أنه "تم وقف العنف جزئيا" في أفريقيا الوسطى بعد شهرين على بدء عملية "سانغاريس" الفرنسية العسكرية، مشددا على صعوبة هذه المهمة لجنوده.

وقال غييو -في زيارة لمعسكر مبوكو في مطار العاصمة بانغي، حيث تنتشر قوة سانغاريس التي بدأت عملها في 5 ديسمبر/كانون الأول بعد إعطاء الأمم المتحدة الضوء الأخضر لها- إن "عملية نزع أسلحة المليشيات المسيحية وسيليكا بدأت  وبانغي في حال أفضل اليوم ونحن في الطريق الصحيح".

وردا على سؤال حول الانتقادات الموجهة للجنود الفرنسيين المتهمين بالانحياز للمليشيات المسيحية في عملية نزع الأسلحة على حساب الأقلية المسلمة في بانغي، قال الأميرال الفرنسي "ليس لدينا أعداء في أفريقيا الوسطى".

وأضاف أنه "في بانغي لا يقتل فقط مدنيون مسلمون، هناك تجاوزات من الجانبين، نمنع أيضا مجازر بحق مدنيين مسلمين كل يوم".وخاطب غييو جنوده قائلا "مهمتنا صعبة دون شك، إنها الأكثر تعقيدا لأي جندي"، مشيرا إلى أنه "ليس هناك خط جبهة ولا يتعين الانتصار، إنها مهمة دون خصوم معلنين".

وأوضح الأميرال أن الجيش الفرنسي يواجه في أفريقيا الوسطى "شعبا مقسما مع عنف كامن في بلد تواجه فيه الدولة صعوبات كبيرة"، معتبرا أن "حل هذه الأزمة هو أولا بين أطراف أفريقيا الوسطى".

. اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارا بفرض عقوبات على المتورطين في العنف بأفريقيا الوسطى التي تشهد اشتباكات طائفية، كما سمح بنشر قوة إضافية من الاتحاد الأوروبي لتعزيز حماية المدنيين.

 وأكد القرار الذي قدمته فرنسا وتمت الموافقة عليه بالإجماع ضرورة محاسبة من يَثبت ارتكابهم لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإحالتهم على المحكمة الجنائية الدولية. وطالب الدول الأعضاء بتجميد الأرصدة المالية المودعة عندها التي تخص جهات أو أفرادا مسؤولين بشكل مباشر أو غير مباشر عن هذه الانتهاكات.

وقالت باريس في وقت سابق قبيل التصويت على القرار إن العقوبات تستهدف الذين يتطاولون على السلم والاستقرار ويعرقلون العملية الانتقالية السياسية في أفريقيا الوسطى بتأجيج أعمال العنف وانتهاك حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي أو يشاركون في نهب موارد البلاد.

وحسب الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان ندال، فإن فرض عقوبات لا يغني عن الملاحقات القضائية بحق مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في أفريقيا الوسطى.

وأعطى القرار القوة الأوروبية الحق في "اتخاذ كل التدابير الضرورية" لحماية المدنيين، جنبا إلى جنب مع القوات الأفريقية والفرنسية التي عهدت إليها الأمم المتحدة بهذه المهمة في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

من جانب آخر قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار أرو عقب جلسة التصويت إن وجود قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة سيصبح أمرا ملحا في مرحلة لاحقة.

من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول الأفريقية إلى "تقديم الدعم المالي والبشري لقوة الاتحاد الأفريقي في جمهورية أفريقيا الوسطى" خلال مؤتمر المانحين الذي سيعقد في الأول من فبراير/شباط المقبل في أديس أبابا.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن  الأحد أن الولايات المتحدة تنوي اتخاذ عقوبات "تستهدف بشكل خاص" الذين يؤججون العنف في أفريقيا الوسطى. وحث زعماء جمهورية أفريقيا الوسطى على إدانة أعمال العنف بوضوح ودعوة أنصارهم لوقف أي هجمات على المدنيين.

وشهدت العاصمة بانغي ومناطق أخرى هجمات بين مسيحيين ومسلمين رغم انتخاب كاترين سامبا بانزا رئيسة انتقالية أوكلت إليها مع الحكومة مهمة إرساء السلم في البلاد.وكانت الرئيسة المؤقتة لأفريقيا الوسطى كاثرين سامبا بانزا بدأت بمعية رئيس الوزراء المكلف أندري نزابايكاي في إعداد خطة لإحلال السلام بالبلاد.

وانزلقت أفريقيا الوسطى إلى الفوضى بعد سيطرة متمردي حركة سيليكا على السلطة بعد الإطاحة بنظام الرئيس فرانسوا بوزيزي في مارس/آذار الماضي، وما تبع ذلك من حوادث عنف أسفرت عن سقوط مئات القتلى وتشريد مئات الآلاف في هذا البلد البالغ عدد سكانه 4.5 ملايين نسمة.

ومن جهتها تقدم ايران  مساعدات للنازحين المسلمين في افريقيا الوسطى حيث اعلن مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبداللهيان بان الجمهورية الاسلامية الايرانية سترسل قريبا مساعدات انسانية الى المسلمين المشردين والنازحين في جمهورية افريقيا الوسطى.

وقال امير عبداللهيان في تصريح له بشأن المجازر المرتكبة بحق المسلمين في جمهورية افريقيا الوسطى، ان ما نشهده في افريقيا الوسطى هو نتيجة للسياسات الخاطئة وتدخلات بعض الاطراف الاجنبية.

واضاف، ان المجازر بحق المسلمين الابرياء في افريقيا الوسطى تعود لتأجيج العصبيات الدينية في صفوف شعب تعايش افراده الى جانب بعضهم بعضا بسلام عشرات الاعوام، معتبرا الاحداث الاخيرة بانها تاتي في اطار سيناريو التخويف من الاسلام.

وتابع امير عبداللهيان، ان التطرف المسيحي المتمثل في "انتي بالاك" والتطرف الاسلامي المتمثل في "سلكا" في افريقيا الوسطى كلاهما مرفوضان ومدانان من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية. واشار الى ان الوضع الراهن وفر الظروف للتطهير العرقي في افريقيا الوسطى وقال، انه ينبغي بذل جهود جماعية كي لا تتكرر الذكرى المرة للابادة البشرية في رواندا.

واعلن امير عبداللهيان بان الجمهورية الاسلامية الايرانية سترسل قريبا مساعدات انسانية للنازحين والمشردين المسلمين في افريقيا الوسطى واضاف، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اذ تدعم قرارات منظمة الامم المتحدة واتفاقية ليبرويل من قبل الاتحاد الافريقي، تتوقع من قوات الاتحاد الافريقي العمل على نزع اسلحة المتطرفين والاعادة الآمنة للنازحين المسلمين الى ديارهم واعادة الامن والاستقرار لشعب هذا البلد.

 

تقرير اخباري

ليال بجيجيه

 

27-2-2014
آخر الأخبار

مقالات

أهم المواضيع