Download App Fahad Al-Salem Center application on your IOS device Download Fahed al Salem Center application on your Android device
محاكمة صحفي سويدي بتهمة تهريب البشر "طفل الحافة".. سيلفي تعاملت معه وزارة العمل السعودية 2.4 مليار شخص بلا "مراحيض" الامم المتحدة تعرب عن قلقها الشديد بشأن قانون تركي يسقط تهمة الاعتداء على قاصر عند الزواج
أبرز الأحداث

تقارير اخبارية

الأكثر قراءة
أفريقيا الوسطى تنزلق نحو دوامة خطيرة من العنف

 

 
تدهور الوضع الأمني في بانغي، عاصمة أفريقيا الوسطى، بعد إطاحة تحالف "سيليكا" المتمرد بالرئيس فرنسوا بوزيزيه والمجيء بأول رئيس مسلم في تاريخ البلاد وهو ميشال جوتوديا، حيث انزلقت البلاد في وضع من الانفلات الأمني المتزايد، إستدعى تدخلا عسكريا فرنسيا لمحاولة ضبط الوضع، في إطار عملية "سنغاريس" الهادفة إلى وضع حد للعنف الذي نشب بين ميليشيات مسلمة تابعة للرئيس الحالي دجوتوديا وأخرى مسيحية مساندة للرئيس المخلوع بوزيزيه.
وفي اليوم الأخير من العام 2013 شهدت عاصمة أفريقيا الوسطى بانغي إطلاق نار في الساعات الأولى من الصباح، كما تظاهر مدنيون نازحون احتجاجا على أعمال العنف في البلاد، بينما حلّقت في أجواء المدينة مروحيات حربية فرنسية.
وإزاء الأوضاع في بانغي منذ الساعات الأولى لليوم، لفت الجنرال محمد طاهر زاروغا إلأى أن أفرادا من الميليشيا المسيحية "أنتي بالاكا" (ضد السواطير) هاجموا لليوم الثاني على التوالي ثكنة للجيش الوطني لأفريقيا الوسطى بالقرب من المدخل الشمالي لبانغي، وقد تصدى أفراد من الجيش للهجوم الذي لم يؤدِ إلى سقوط ضحايا.
واحتشد مئات الأشخاص في مطار بانغي في محاولة للفرار من أعمال العنف المتصاعدة في هذا البلد، ويسعى الفارون من المواطنين والمقيمين للمغادرة على متن رحلات جوية عاجلة إلى تشاد المجاورة.
وقال رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي بجمهورية أفريقيا الوسطى الجنرال جياب مارديت مكوكو إن السكان لجؤوا إلى المطار لوجود قوات فرنسية هناك.
ويوجد كثيرون من المنتظرين بمطار بانغي من مواطني أفريقيا الوسطى المسلمين، قالوا إنهم يفرون من بلادهم خوفا من تعرضهم لهجمات انتقامية ذات خلفيات دينية.
وأعادت الكاميرون 214 من مواطنيها ليرتفع عدد من تم إجلاؤهم في كانون الأول 2013 إلى 926، وطلبت السنغال والنيجر أيضا من المنظمة الدولية للهجرة المساعدة العاجلة في إجلاء المئات من مواطنيها المغتربين بأفريقيا الوسطى.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية (سونا) عن مدير إدارة القنصليات بالخارجية قوله إن السلطات ستجلي 275 مواطنا مقيمين بأفريقيا الوسطى وذلك عبر طائرة خاصة.
من جهته، لفت مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إلى أن "الوضع الأمني في جمهورية إفريقيا الوسطى مازال متوترا"، معلنا أن :التوتر الأمني أدى إلى موجة نزوح جديدة فى العاصمة بانغي، حيث وصلت نسبة الزيادة في أعداد النازحين إلى حوالي 70 % لترتفع الأعداد من 214 ألف نازح في 17 كانون الأول إلى أكثر من 370 ألفا.
وأضاف أن ما مجموعه 785 ألف شخص قد فروا إلى خارج البلاد، في الوقت الذي يحتاج فيه أكثر من مليوني شخص في هذا البلد الإفريقي المضطرب إلى مساعدات عاجلة.
وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إلى أنه "وبالرغم من القيود الأمنية وصعوبة الوصول إلى المحتاجين إلا أن منظمات المساعدة تحاول الوصول إلى أكبر عدد ممكن منهم، حيث تمكن برنامج الغذاء العالمي من توزيع مساعداته على ما يقرب من 133 ألف شخص في بانغي خلال كانون الأول.
وفي إطار خطة الإستجابة الإنسانية لجمهورية إفريقيا الوسطى فإن هذه الخطة تحتاج إلى ما يقرب من 152 مليون دولار للأشهر الثلاثة الأولى من العام الداخل.
ورأى وزير الدفاع الفرنسي، جان إييف لودريان، أن "حل الأزمة في جمهورية أفريقيا الوسطى يمر عبر إلقاء جميع الفصائل المسلحة لسلاحها، وهذا ما تطالب به الأمم المتحدة"، وذلك  بعد لقائه برئيس النيجر، آمدو إيسوفو، حيث أشار إلى أن "الموقف الفرنسي مما يجري في أفريقيا الوسطى يتطابق مع موقف الرئيس إيسوفو، وفرنسا حاضرة اليوم في أفريقيا الوسطى، وتقوم بجهود فعلية ولا تكتفي بالكلام".
وقال لودريان مخاطبا جنود عملية "سنغاريس" العسكرية الفرنسية التي بدأت في 5 كانون الأول في أفريقيا الوسطى: "في شباط كان بعض الخبراء يقولون إن فرنسا بدأت تنزلق إلى مستنقع مالي، ومن حسن حظنا أننا لم نستمع إلى الخبراء. أقولها لمالي، وأقولها أيضا لأفريقيا الوسطى"، مضيفا: "جئت إلى أفريقيا لأحيي جميع القوات المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب".
وشدد الوزير على ضرورة التدخل عسكريا في القارة الأفريقية، لافتا إلى أنه "حين يحصل فراغ أمني، يكون بؤرة لجميع أعمال التهريب وبابا مفتوحا لجميع أنواع الإرهاب".
كما تحدث لودريان عن "الدور التاريخي" لفرنسا في أفريقيا. وقال "هل أن فرنسا لم تسمع نداءات الدول الأفريقية؟ هل أن فرنسا تهربت من مسؤولياتها التاريخية؟ إننا هنا ويجب ألا يشكك أحد في تصميمنا على إنجاز هذه المهمة".
من جهته، وصف رئيس أفريقيا الوسطى السابق فرنسوا بوزيزيه والذى أطاح به تحالف "سيليكا" المتمرد، العام 2013 " بأنه "العام الأسود" على بلاده"، مشيرا إلى أن "العام الماضي شهد اغتيال الديمقراطية من قبل "سيليكا" وكل من ساندها حيث كان الوضع الأمني تحت السيطرة بنهاية عام 2012.
ودعا بوزيزيه الذي يعيش في المنفى بتشاد للهدوء في البلاد ولاسيما عقب تحميل الرئيس الانتقالي ميشال دجوتوديا له مسؤولية أعمال العنف التي عصفت بالبلاد خلال الأشهر القليلة الماضية.
وردا على سؤال حول الأعمال الوحشية التي ارتكبها تحالف "سيليكا" وأعضاء جماعات الدفاع الذاتي وميليشيات "مناهضة للسواطير" (بلاكا) والتي تتألف من مزارعين مسيحيين، شدد بوزيزيه على ضرورة عدم خلط الأمور، موضحا أن تحالف "سيليكا" جلب الفوضى للبلاد والبؤس والموت.
ورأى أن "ظاهرة مناهضي "السواطير" ظهرت عقب الانتهاكات التي ارتكبتها "سيليكا" داخل البلاد، مشيرا إلى أنه لم يشكل حركة مليشيات مناهضة للسواطير من المنفى.
ومن جانبه اتهم "دجوتوديا" بوزيزيه بأنه يقود مليشيات "مناهضة للسواطير" والذي كان يدعمها خلال تواجده في السلطة على حد قوله، كما حمله مسؤولية وقوع أعمال العنف عام 2013 ، وهذا ما نفاه بوزيزيه بدوره.
ودعا بوزيزيه الرئيس الانتقالي ميشال دجوتوديا لتقديم استقالته لكونه رمزا للفوضى فى البلاد حيث جلب الجحيم وعدم الكفاءة والموت لشعب أفريقيا الوسطى وتشاد والكونغو الديمقراطية، كما دمرت بالكامل مصداقيته.
وأكد بوزيزيه أنه خدم بلاده وأن تحالف "سيليكا" دمر كل شىء حيث لم يحدث أن تحدث أحد خلال عهده عن المسلمين والمسحيين حيث كان يتردد على الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية والمساجد أيضا.
وحول ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، أوضح بوزيزيه أن الوضع ليس واضحا حتى الآن ولا يوجد ما يعيق ترشحه.
وفي تطوّر خطير على مستوى حقوق الإنسان، قالت منسقة منظمة "الطوارئ" غير الحكومية في مستشفى الاطفال في بانغي اومبريتا باسوتي: "من قبل كان الاطفال ضحايا جانبيين، لكن بعضهم الان بات يستهدف بشكل مباشر".
ودافيد (13 عاما) الممدد في سريره من الاطفال الـ38 الذين استقبلهم المستشفى خلال شهر كانون الاول وحده وقد أصيب برصاصة في ذراعه ونقل كالعديدين الاخرين الى قسم الطوارئ المجاني في هذه الوحدة الجراحية.
واوضحت اومبريتا أن "هؤلاء الاطفال أصيبوا برصاص طائش وشظايا؛ بعضهم اصيب عرضا، لكن لدينا اطفال هنا تعرضوا لاطلاق نار لمجرد انهم مسلمون".
وفي أحد الاسرة يغفو طفل عمره اقل من عشر سنوات وعلى رأسه ضمادة عريضة نتيجة تعرضه لضربة ساطور. ويشاطره الغرفة طفل اخر مصاب بشظايا قنبلة يدوية.
ولفتت المنسقة إلى "أننا نبذل كل ما بوسعنا، لكن من الصعب علينا العمل في ظل انعدام الامن، فضلا عن نقص المعدات الذي نواجه صعوبة في استقدامه، وخصوصا نقص الدم".
وفي جناح مجاور في المستشفى تهتم وحدة اخرى ايضا بأطفال مصابون بدرجة مختلفة جراء المأساة الجارية في افريقيا الوسطى، وتتولى هذه الوحدة التي تهتم بمشكلات التغذية معالجة حوالي مئة طفل بعضهم يعاني من وهن كبير.
من جانبه اوضح الطبيب توان اختصاصي التغذية أنه "لدينا حوالي مئة مريض لـ54 سريرا، انها مشكلة حقيقة، خصوصا وان بعض الاطفال لا يمكنهم العودة الى منازلهم حتى بعد شفائهم خوفا من اعمال العنف"؛ وهي حالة عليمة حمادو وقد تمكن المستشفى من انقاذ طفلها الذي وصل اليه في غيبوبة، غير انه لا يمكنها العودة به الى منزلهما وهي مضطرة مع اطفالها الاربعة الى انتظار هدنة مستبعدة لمغادرة حرم مستشفى الاطفال.
وقال الطبيب توان امام خيمة لمنظمة "العمل لمكافحة الجوع" غير الحكومية اقيمت في فناء المستشفى لمواجهة تدفق المرضى والمصابين "لم يكن الوضع يوما بالخطورة التي هو عليها اليوم"، مشددا في المقابل على أنه "علينا ان نواصل العمل، أن ننظر الى الناحية الايجابية. لدينا دعم اطباء جدد واليونيسيف ومنظمات غير حكومية شريكة. انها معركتنا والتمسك بالامل بأن يأتي يوم يصبح فيه كل ذلك من الماضي".
من جهة أخرى، فقد أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن "العنف في أفريقيا الوسطى تسبب في نزوح نحو مليون شخص أي خمس السكان ويعرقل جهود الإغاثة خاصة في العاصمة بانغي.
وتسببت موجة من أعمال العنف بين مقاتلين مسلمين وآخرين مسيحيين في نزوح أكثر من 200 ألف شخص في الأسابيع القليلة الماضية ليصبح إجمالي عدد المشردين 935 ألفا.
ولم ينجح نشر قوات فرنسية قوامها 1600 فرد وقوة حفظ سلام تابعة للاتحاد الأفريقي تتكون من أربعة آلاف فرد تقريبا في احتواء أعمال العنف بين الطائفتين.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة إن أكثر من 510 آلاف نزحوا من العاصمة وحدها أي ما يساوى أكثر من نصف سكان المدينة، وأكثر من نصف هذا العدد من الأطفال.
وتضاعف عدد من لجأوا لمخيم مؤقت في المطار الدولي، ووصل إلى 100 ألف. ويصعب الحصول على الغذاء والماء في المخيم كما لا تستطيع منظمات الإغاثة الإنسانية التحرك بحرية بسبب القتال العنيف في أحياء مجاورة.
وقال المتحدث باسم المفوضية بابار بالوش أن "انعدام الأمن والفوضى حول الموقع يحول دون توزيع أي مساعدات"، مضيفا: "الوضع بشع، سمعنا كثيرا عن الهجمات الانتقامية التي تحدث داخل المراكز الصحية حيث هاجمت عناصر مسلحة المرضى".
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها ستخفض خدماتها إلى الحد الأدنى في عيادتها بالمطار بعد أن قتلت طلقات طائشة ثلاثة أطفال وأصابت 40 شخصا.
وتسعى الأمم المتحدة إلى جمع 152 مليون دولار من أجل خطة طوارئ مدتها 100 يوم لمواجهة الاحتياجات الإنسانية في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وقد حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من عدم إمكانية تقديم مساعدات إغاثة إلى قرابة مليون مشرد في جمهورية إفريقيا الوسطى بسبب الأوضاع الأمنية المتردية هناك، لافتة في بيان لها إلى أن الهجمات التي تستهدف المدنيين وعمليات النهب ووجود عناصر مسلحة في بعض مواقع نزوح المشردين "تعرقل جهود الوكالات الإنسانية المحدودة في مساعدة الفارين".
وأكد البيان وجود تقارير موثقة تتحدث عن مشردين يختبئون في الأدغال خوفا من هجمات جديدة بعد أن أعاقت المسافات الطويلة التي تفتقر الى البنى التحتية الاساسية زحف النازحين نحو العاصمة ما يجعل من الصعب على المفوضية الوصول إليهم لمساعدتهم.
وتقول المفوضية ان اكثر من نصف مليون مشرد منهم 60 بالمائة من الاطفال موزعون على 67 موقعا في العاصمة بانغي أو يعيشون مع أسر مضيفة، يمثلون أكبر من نصف مجموع السكان في العاصمة.
من جهته، أعلن المتحدث باسم المفوضية ببار بالوش، أن "الوضع الإنساني في جمهورية إفريقيا الوسطى لا يزال كارثيا، وأن الوضع الأمني غير المستقر في البلاد يعرقل نقل شحنات انسانية".
ووسط تدهور الاوضاع الانسانية وأعمال العنف الطائفية، بدأت دول أفريقية اجلاء مواطنيها من جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث أدت الاشتباكات الى مقتل أكثر من 1000 شخص منذ كانون الاول.
واستأجرت حكومة مالي رحلتين جويتين لاجلاء نحو 500 من مواطنيها بينما عاد 150 من مواطني النيجر الى العاصمة نيامي.
وقال ماهامن بيبي المتحدث باسم حكومة مالي "لا أستطيع القول ان كان مواطنو مالي تعرضوا لاعتداءات لكن معظم الدول قررت الآن إجلاء مواطنيها كاجراء احترازي".
وأعادت تشاد بالفعل نحو 12 ألفا من مواطنيها في الايام الاخيرة على متن رحلات جوية عاجلة وقوافل برية وهو أكثر مما قام به أي بلد آخر لان مواطني تشاد تم استهدافهم من جانب المسيحيين الذين يتهمون القوات التشادية بدعم متمردي جماعة سيليكا. وتنفي تشاد ذلك بشدة.
وأعادت السنغال أكثر من 200 من مواطنيها في الاسبوع الماضي.
وجددت الأمم المتحدة تحذيرها من تصاعد حدة العنف في جمهورية أفريقيا الوسطى، خاصة مع قطع رأس طفلين وتجنيد آلاف الأطفال الآخرين.
وأكدت الأمم المتحدة مقتل 16 طفل منذ اندلاع العنف في العاصمة بانغي في بداية شهر كانون الثاني الماضي، وجرح العشرات.
هذا وحذرت الأمم المتحدة في نهاية العام الماضي من تفاقم أزمة إنسانية بتجنيد ستة آلاف طفل، في الوقت الذي نزحت فيه غالبية سكان العاصمة المكونة في الأصل من 370 ألف نسمة، وحذرت منظمات حقوق الإنسان من ارتفاع نسبة جرائم القتل والاغتصاب.
 
 
اعداد: ريما انطوان
القسم الاعلامي
 
 
 
9-1-2014
آخر الأخبار

مقالات

أهم المواضيع