ضحايا الطفولة التي تقضي غرقا في رحلة هجرة الاباء ما زالت تتزايد. وفي الامس، 6 اطفال جدد ابتلعهم البحر قبالة ليسبوس اليونانية بعد غرق مركبهم بحسب اعلان خفر السواحل اليوناني والذي قضى على متنه ايضا 5 اخرين وتم انقاذ 15 مهاجرا آخرين كانوا على متن القارب نفسه، كما لا يزال البحث جاريا عن مفقودين اثنين.
وبلغ عدد الاطفال الذين ماتوا غرقا قبالة سواحل جزر ليسبوس وكاليمنوس ورودس اليونانية، منذ الاثنين الماضي 28 طفلا من اصل 60 غريقا، حيث بلغت ذروة الضحايا الاطفال يوم الجمعة الماضي حين قضى 17 طفلا من بين 22 شخصا لقوا حتفهم أثناء محاولة العبور من تركيا إلى جزر شرقي بحر إيغة.
ولم تستطع ارقام الضحايا التي بلغت الالاف ان تمنع مئات الاف المهاجرين من مخاطرة عبور البحار مع اطفالهم للوصول الى اوروبا، ونجح غالبيتهم في الوصول الى شواطئ اليونان حيث اعلنت منظمة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين تمكن أكثر من 580 ألف مهاجر من الوصول إلى اليها منذ بداية العام.
أما عدد المهاجرين الذين تمكنوا من الوصول إلى أوروبا في الفترة ذاتها تعدى 723 ألف مهاجر بحسب المنظمة الاممية.
الطفل ايلان مخلّص شعبه
وفي خضم غرق الاطفال نستحضر صورة الطفل السوري إيلان، الذي مات غرقا بين الامواج العاتية على شواطئ تركيا في مطلع سبتمبر الماضي. صورة استطاعت أن تختصر مأساة الاطفال الغرقى الذين يهربون من الحروب والفقر والبؤس والعوز.
صورة الطفل "ايلان" ما زالت تمثل في اذهان الناس، بعد ان ضجت وسائل الاعلام والتواصل، بصورة جثة طفل صغير يرتدي قميصه الاحمر وسرواله الازرق وهو ملقى ببراءته على وجهه على شاطئ تركي يقع قرب بدروم. صورة استطاعت ان تستنفر الطاقات العالمية من اجل العمل الحثيث على ايجاد حل لازمة سوريا الانسانية عبر حل سياسي يوقف الة الحرب والقتل في البلاد والتي لم تتوقف منذ 5 سنوات ودفعت بالالاف الى محاولة الهروب الى ما وراء البحار، رغم موت الالاف اثناء رحلتهم الشاقة. وتحدثت الصحف الغربية عن الدور الذي لعبته هذه الصورة في تغيير موقف اوروبا تجاه اللاجئين، كما دفعت هذه الصورة الى اطلاق الكثير من الساسة الاوروبيين دعوات لتعامل افضل مع المهاجرين.