جمانة، تلك المرأة الحالمة، التي عرفتها المقاعد الجامعية طالبة تتوق الى الحب والزواج وتكوين الاسرة وتربية الاطفال، وترجمت حبها لذلك في الكثير من الابحاث التي قدمتها على مدى سنواتها الجامعية، جمانة تلك صار لها قصة مختلفة مع الامومة.
فقد أنهت جمانة دراستها الجامعية وحان وقت زواجها. اختارت شخصا قالت انها احبته، لتكتشف فيما بعد ان الحب شيء مختلف جدا عن الاعجاب. الا ان معاناة جمانة اليوم ليس في الزوج الذي فشلت في حسن اختياره، بل بما تقول عنه انها مصيبة ابتلاها بها الله عندما اكتشفت ان هذا الزوج عقيم لا يستطيع انجاب الاطفال ابدا.
حقيقة مرّة أبلغها اياها جميع الاطباء الذين زارتهم برفقة زوجها، فأكدوا ان حالته تتمثل بأشد عقم يستحيل معه المداواة.
بكت جمانة في اول فترة حظها التعيس، ولم تشأ ان تزيد من مأساة زوجها الذي لم يكن قد خرج من صدمته بعد، ولكن مع مرور الايام، ولأن الزمان يتكفل بتخفيف المصيبة كما تقول، تقبّلت العائلة الامر وبات اليوم مسموحا بمناقشة الموضوع.
فجمانة لم تستطع ان تتخلى عن حلمها بالامومة وهي التي تدمع عيناها كلما رأت رضيعا صغيرا على يد امه، او صادفت اطفالا في حيها يلعبون، او التقت بأمهات يشترين اغراض لاطفالهن، او ... هي تحلم بلحظة تضم فيه طفلها الى صدرها كما تقول لأن المرأة لا تكتمل أنوثتها بحسب رأيها الا بتلك اللحظة التي تنال فيها شرف الأمومة.
اتخذت قرارا صعبا. دعت زوجها الى حفلة عشاء وقررت ابلاغه بما تنوي الاقدام عليه. جمانة اخبرت زوجها بالفم الملآن انها تريد ان تزرع في رحمها حيوانات منوية تشتريها من اي مستشفى مختصة بهذا الامر. وبرأيها فإن الطفل سيكون مجهول الاب لكنه ابنها، وهكذا يتبناه زوجها ويُصبح الطفل بمثابة ولده.
استشاط الزوج غضبا ورفض الفكرة بمجملها ولم يسمح بالنقاش فيها ومع ذلك يرفض في الوقت ذاته طلاقها. ذهبت الى منزل والديها مكثت فيه حوالي شهرا من دون ان يقتنع الزوج بفكرتها او يرضى بطلاقها لا سيما ان عائلتي الزوجين مارسا ضغوطا على جمانة للعودة الى بيتها الزوجي والرضى بقضاء الله وقدره، وترك فكرة انجاب الاطفال لان الله لم يكتب لها ذلك بحسب قولهم.
عادت جمانة مكسورة الخاطر، مجروحة في صميمها، لأنها يئست بأن ترى لها يوما ولدا يناديها امي، وان تناغيه رضيعا وان تلاعبه طفلا وترافقه فتى.
هي قصة جمانة، تختصر الاف قصص النساء اللواتي ارتبطن بأزواج يعانون من العقم وتستحيل مداواتهن لتبقى الامومة لديهن مجرد حلم لا ينتهي الا بالوفاة.
لكن ما اسباب العقم عند الرجال؟
طبيا، العقم عند الرجال هو عدم قدرته على انتاج حيوانات منوية سليمة وظيفياً. كما ان 50% من حالات تأخر الانجاب عند المتزوجين يكون بسبب امراض العقم عند الرجل.
فالاخصاب عند الرجل تتطلب عمل الاجهزة الثلاثة التالية بشكل طبيعي: الجهاز التناسلي والجهاز الغدي والجهاز العصبي ولهذا فإن أي قصور أو اضطراب في احد هذه الأجهزة أو بعضها يمكن ان ينجم عنه العقم.
ولكن يعاني بعض الرجال ايضا من عوامل الباثولوجية في الخصية والتي تؤدي إلى عدم الإخصاب عند الرجل فهي تكون من جراء ضعف أو عدم تكوين النطف، وذلك لأسباب عديدة منها، مرض السكر، أمراض إلتهاب الجهاز التنفسى المزمن الذي يؤثر على وقف تكوين الحيوان المنوى ويمنع تكوين الجزء المتحرك الذى يقوم بدفع الحيوان المنوى نحو البويضة.
أمراض الورم الخبيث فى الغده الدماغية ايضا تلعب دورها في ذلك، وأمراض الكبد المزمن، بالاضافة الى أمراض الفشل الكلوى، والحمى العامة، وامراض فى الخصيتين مثل دوالى الخصية أو وجود ماء بالخصية أو عدم وجود الخصية.
العقم الاكثر شدة
ويُعتبر غياب الحيوانات المنوية من السائل المنوي مشكلة حقيقية تهدد قدرة العديد من الرجال على الإنجاب وهي أشد صورة من صور العقم عند الرجل.
أما زوج جمانة فيعاني من عدم انتاج الخصية لحيوانات منوية. وعلاج هذا الامر يكمن فقط في دفع الخصية للعمل وتنشيطها مع إمكانية محاولة تفتيش عن حيوانات منوية في الخصية حيث ان احتمال وجود بؤر لإنتاج الحيوانات المنوية قد يصل الى ما بين 40-60 بالمائة فقط من مجمل المرضى.
وتعتبر هذه الطريقة من الطرق الحديثة للتفتيش عن وجود حيوانات منوية في داخل الخصية وهي وسيلة دقيقة وفعالة في العديد من المرضى وليس جميع المرضى، ويتم إجراؤها كجراحة من جراحات اليوم الواحد.
كيف نعالج غالبية حالات العقم؟
كعلاج اي مرض اخر، فإن نوع العلاج مربتط بمعرفة سبب العقم وتتنوع اساليب العلاج بين تغيير بيئة الرجل اي عدم تعرضه للمواد الكيمائية والتوقف عن الأدوية التي تؤثر على الحيوانات المنوية والابتعاد عن التدخين والابتعاد عن شرب الكحول بكميات كبيرة . كذلك الابتعاد عن مصادر الحرارة العالية وعدم لبس الملابس الداخلية الضيقة .
كما هناك انواع من العلاجات الاخرى تقوم على تحفيز إنتاج الحيوانات المنوية وتحسين عملها وقد تتطلب علاج جراحي في حال لم يُفلح العلاج الطبي. فهناك العلاج الهرموني الذي يقوم على استعمال أنواع مختلفة لمحاولة زيادة كمية الحيوانات المنوية. استعمال الزنك لمحاولة زيادة حركة الحيوانات المنوية والاستجابة للعلاج محدودة وتختلف من رجل لآخر. استخدام المضادات الحيوية في حالات التهابات الجهاز التناسلي المزمنة. والعلاجات الحيوية في حالات التهابات الجهاز التناسلي المزمنة .
أما العلاج الجراحي فيكون عن طريق اجراء جراحة مثل علمية لإصلاح دوالي الخصية.
كما احد اساليب علاج العقم هو إصلاح طرق وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة ,مثل إعادة توصيل الحبل المنوي, إصلاح انسداد البربخ سواء كان الانسداد خلقي أو ناتج عن التهاب, استعمال حويصلة صناعية وذلك لتجميع السائل المنوي في بعض الحالات مثل انعدام وجود الحبل المنوي , سحب الحيوانات المنوية من البربخ أو من الخصية أو وإجراء عملية الحقن المجهري للبويضة .
أما علاج عدم الانتصاب عندما يكون السبب في العقم فيتم عن طريق حقن القضيب بمواد معينة مثال البروستاجلاندين. وهناك اساليب اخرى لعلاج حالات مشاكل القذف.
