صراع مستمر بين القبائل العربية والقبائل الامازيغية في الجزائر، على خلفيات اثنية واتهامات من الامازيغيين للسلطات بممارسة سياسية التمييز بين القبائل لصالح العرب.
ورغم تجذّر الامازيغيين في المغرب العربي الا ان هذه الجماعة استطاعت ان تحافظ على هويتها وثقافتها ولغتها. فمن هم الامازيغيون؟
يُعتبر شمال افريقيا هو الموطن الام للامازيغيين، اما العدد الاكبر منهم فيتواجد في الجزائر حيث يمثلون حوالي ثلث السكان. وكذلك يتواجد الامازيغ في المغرب وتونس وليبيا وموريتانيا ومصر ولكن بنسب متفاوتة. كما يتواجد جزء منهم في دول الساحل والصحراء على غرار مالي ونيجريا.
معتقدات الامازيغ
قبل اعتناق الاسلام والدينات الرومانية كان الامازيغ ينسجون صورا اسطورية ايمانا منهم بوجود قوى عليا تحرك العالم وتحكمه، وسعوا لمعرفته. ثم اختلفت عباداتهم من منطقة وحقبة زمنية الى أخرى. فالأمازيغ القدماء كغيرهم من الشعوب عبدوا الأرباب المختلفة، فبرز من معبوداتهم تانيث وآمون وأطلس وعنتي وبوصيدون. ومن خلال دراسة هذه المعبودات وتتبع انتشارها في حضارات البحر الأبيض المتوسطية يمكن تلمس مدى التأثير الثقافي الذي مارسته الثقافة الأمازيغية في الحضارات المتوسطية.
ولاحقا ومع دخول الاسلام الى شمال افريقيا اعتنق غالبية الامازيغيين الدين الاسلامي ودافعوا عن العقيدة بشكل لافت وعملوا على نشر الاسلام في اوروبا منذ اعتناقهم له، خصوصا ان لهم جالية كبيرة هناك.
الثقافة الامازيغية
حاولت قبائل الامازيغ، وككل قومية، ان تحتفظ بخصوصياتها الثقافية واللغوية والاجتماعية لا سيما في الجزائر، فعلى صعيد اللغة انقسمت اللهجة الأمازيغية في الجزائر إلى لهجات متعددة تتوزع في مناطق عديدة من الجزائر والمغرب العربي، ويحاول الأمازغيون نيل “استقلالهم اللغوي” والسماح لهم بتدريس لغاتهم المحلية على جميع المستويات وإدماجها في الادارة والاعلام والقضاء . ورغم اختلالف اللهجات الا انه يمكن لاي امازيغي من الجزائر مثلا ان يتقن التحدث بأمازيغية شمال المغرب في بضعة اسابيع بسهولة لانه ليس بصدد تعلم لغة جديدة بل بصدد اغناء لغته الامازيغية بمفردات مترادفة جديدة.
ويشكل الناطقون باللغة الامازيغية في المغرب كلغة أم 39.9% من السكان البالغ مجموعهم 33.3 مليون نسمة.
أما في الجزائر فيشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم 45.35% من السكان البالغ 32.9 مليون نسمة.
وفي ليبيا يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم 0,5% من السكان البالغ مجموعهم 5.9 مليون نسمة.
الأمازيغ وتقويمهم الخاص
ما زال الامازيغ، وفي اطار المحافظة على ثقافتهم، يحتفلون بتقويمهم الخاص التي يصادف في 12 كانون الثاني من التقويم الميلادي. ويستعمل الأمازيغ الأسماء الغريغورية مع بعض التحريف، غير أن الأمازيغ نسجوا حول تلك الأسماء قصصا ميثولوجية وجعلوا منها جزءا من ثقافتهم.
ويعتقد الكثير من الامازيغيين ان العام عندهم يبدأ في 12 كانون الثاني بعد تمكن زعيمهم شيشنق من هزم جيوش الفرعون الذي أراد أن يحتل بلدهم، وحسب الأسطورة فإن المعركة قد تمت بالجزائر بمدينة تلمسان. أما من الناحية التاريخية فأن المؤرخين يعتقدون بأن شيشنق الذي أسس الأسرة المصرية الثانية والعشرين لم يصل إلى الحكم عن طريق الحرب، بل من خلال ترقيته في مناصب الدولة المصرية الفرعونية، ذلك لأن المصريين القدماء قد إعتمدوا على الأمازيغ بشكل كبير في جيش دولتهم خاصة منذ عهد الأسرة العشرين.
وينتقد المؤرخون التفسير الأمازيغي العامي لانه باعتقادهم ليس تاريخيا علميا، فبعض الباحثين يعتقدون أن التقويم الأمازيغي قد يعود ألى آلاف السنين حتى أنه قد يكون أقدم من التقويم الفرعوني.
الصراع مع العرب
كثيرة هي الاشتباكات التي تقع بين الامازيغيين والعرب على خلفية صراع على الاملاك والوظائف. كما يرفض الامازيغ في الجزائر محاولة تكريس الانتماء العربي للجزائر وسائر تامزغا (شمال افريقيا) لانهم يعتبرون ذلك طمسا للثقافة الأمازيغية وينتقدون ربط الإسلام بالعروبة كفزاعة لثني السكان الأصليين المسلمين في معظمهم عن مطالبهم المشروعة في الاحتفاظ بهويتهم وثقافتهم الأصيلة.
ويقول المراقبون ان هناك جيلا من الأمازيغ شب وهو يحقد على العرب والعربية وعلى الإسلام ورموزه أيضا و تبنى مواقف راديكالية اتجاه الوافدين العرب و أشياعهم.
