في 8 يوليو من صيف 2014، شنّت اسرائيل أبشع عدوان على غزة ذهب ضحيته اكثر من 2147 شهيدا فلسطينيا ثلثهم من الاطفال، وبينهم الكثير من النساء.
اطلق الجيش الاسرائيلي اسم "الجرف الصامد" على عدوانه فيما اسمت حركة حماس ردها بـ "العصف المأكول" أما حركة الجهاد فأسمته "البنيان المرصوص".
اسباب العدوان
في 2 تموز يوليو من العام 2014 أقدم مستوطنون متطرفون على خطف وتعذيب واحراق الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير وهو على قيد الحياة وعثر على جثته في أحراش دير ياسين. وأعقب عملية الخطف والقتل موجة احتجاج واسعة في مناطق عديدة بمدينة القدس.
كما دانت حركة حماس الجريمة بشدة وقالت بأن هذا تصعيد خطير، "سيكون له ما بعده، وسيحول الضفة الغربية إلى قطعة من جهنم تحت أرجل الاحتلال".
أما حركة الجهاد الإسلامي فقالت إن الجريمة "أشعلت فتيل إنتفاضة شعبية جديدة، وكشفت عورة المتشدقين بالإنسانية حول العالم"
وسبق عملية قتل الطفل ابوخضير، اختطاف ثلاثة مستوطنين في الخليل في 12 يونيو/حزيران من العام 2014 حيث بدأ الجيش الإسرائيلي في أعقابها حملة عسكرية واسعة، قبل أن يعثر في 30 من الشهر ذاته على جثث مستوطنيه مقتولين قرب حلحول.
ومما زاد من استعار الاحتجاجات اقدام اسرائيل على إعادة اعتقال العشرات من محرري صفقة شاليط، وقيام مستوطن إسرائيلي على دهس اثنين من العمال العرب قرب حيفا.
وفي خضم هذه الاعتداءات ردت حركات المقاومة على اغتيال الطفل ابو خضير، فأعلن الجيش الإسرائيلي في 8 يوليو بدء عملية عسكرية تحت اسم (الجرف الصامد) واستدعى الكابينت (المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر) 40 ألف جندي احتياط.
العدوان الاسرائيلي
شنت اسرائيل في اول يومين من العدوان نحو 500 غارة على القطاع طالت 322 هدفًا، واستهدفت البنى التحتية وشبكات الصرف الصحي والكهرباء والاتصالات ودمرت 55 منزلاً واستهدفت مقرات حكومية.
بلغ ضحايا العدوان الذي استمر 51 يوما (2217) شهديا من بينهم (556) طفلاً، و(293) سيدة، فيما بلغ عدد الجرحى الأطفال الذين تم رصدهم (2647) والجريحات من السيدات (1442).
اما على صعيد الدمار، فهدمت قوات الاحتلال (31974) منزلاً وبناية سكنية متعددة الطبقات، من بينها (8377) دمرت كلياً، ومن بين المدمرة كلياً (1717) بناية سكنية. كما بلغ عدد المهجرين قسرياً جراء هدم منازلهم بشكل كلى (60612) من بينهم (30853) طفل، و(16522) سيدة.
رد المقاومة
ردت حركات المقاومة على الاعتداءات الاسرائيلية عبر اطلاق الصواريخ واستخدام عنصر المفاجأة في كثير من ردودها, المفاجأة الأولى كانت بحرية؛ نفذتها كتائب القسام بتجاوز مقاتليها عبر البحر وتنفيذهم عملية نوعية في قاعدة "زكيم" العسكرية التي تبعد عن القطاع 3 كيلو مترات.
واستخدمت كتائب القسام لأول مرة صاروخ محلي الصنع أطلقت عليه اسمR160 يصل مداه 160 كيلومترا حيث ضرب مدينة حيفا المحتلة في 8 تموز/يوليو، كما أعلنت عن صاروخ من طراز J80، وهو نوع جديد يصل إلى مدى 80 كيلو متر.
كما استخدمت سرايا القدس لأول مرة صاروخ من نوع براق 70 والذي سقط في مدينة "تل أبيب" المحتلة، والمفاجأة الأكبر باستخدام صاروخ من نوع إم-302 يصل إلى 150 كيلومترا وسقط في منطقة الخضيرة المحتلة.
اما بتاريخ 14 يوليو فسيرت كتائب القسام أكثر من طائرة بدون طيار نحو عمق "إسرائيل" بإعلانها عن تصنيعها طائرات بدون طيار (بمهام استطلاعية، وبمهام هجومية-إلقاء، ومهام هجومية انتحارية) وذلك لأول مرة في تاريخ الصراع مع الاحتلال.
اسر الجنود
في 20 يوليو تمكنت كتائب القسام من أسر الجندي الإسرائيلي "شاؤول أرون" ويحمل الرقم العسكري (6092065) على حدود القطاع. ولاحقا اعترف الاحتلال كذلك بفقدان آثار الجندي "هدار غولدن" خلال اشتباكات عنيفة شرق رفح، وقد رجحت مصادر الاحتلال أن يكون قد قتل خلال المعركة والتي تخللها وأعقبها قصف عنيف جدا على مناطق شرقي رفح أودى بحياة العشرات من المدنيين.
وقدمت حركات المقاومة شهداء من خيرة قادتها من بينهم محمد برهوم ومحمد ابو شمالة.
انتهاء العدوان
مساء 26 اب اغسطس، اعلن الرئيس محمود عباس التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة ابتداء من الساعة السابعة مساء، فيما أوضحت حركة حماس أن الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة وقع على اتفاق ينهي العدوان الإسرائيلي وفق المبادرة التي قدمها الجانب المصري.
وشمل الاتفاق وقف إطلاق النار الشامل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة و"إسرائيل" بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات إعادة الإعمار والصيد البحري انطلاقا من ستة أميال بحرية.
