المجاعة في اليمن لم تعد شبحا، بل صارت واقعا طال ملايين اليمنيين. الامر دفع الامم المتحدة، الى الاعلان في 1 يونيو الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الإنسانية، وهي الأعلى في اليمن.
الاعلان جاء في ختام اجتماع بين المسؤول عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، ومديري الوكالات الإنسانية، اتفقت الوكالات كافة لإعلان الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الانسانية حسب مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق. وسبق هذا الاعلان تحذير مسؤول اممي من ان البلاد على شفير المجاعة.
80% من اليمنيين يحتاجون المساعدة
حالة الطوارئ الاممية ترتكز اولا على إغاثة 11.7 مليون يمني يعتبرون الأكثر عوزاً.
الامم المتحدة اعلنت ان أكثر من 21.1 مليون يمني بحاجة إلى مساعدة أي 80% من السكان، يعاني 13 مليوناً منهم من نقص غذائي و9.4 مليونا من شح المياه، وفقاً للأمم المتحدة.
وفي ظل تفاقم هذه الاوضاع بات النظام الصحي مهدد بالانهيار مع إغلاق أكثر من 160 مركز علاج بسبب انعدام الأمن وقلة المحروقات والمعدات".
الحوثيون وانقطاع المياه
منظمات حقوقية كثيرة حملت الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح مسؤولية انقطاع المياه عن الكثير من المناطق اليمنية، لا سيما في عدن.
ففي ابريل الماضي سيطر الحوثيون على 2015 على ( البرزخ ) حيث يتم فيه تمويل المياه الى سكان المناطق ( التواهي - المعلا – القلوعة – خورمكسر- كرتير ) في محافظة عدن، وقاموا بطرد إدارة وعمال وفنيي ( البرزخ ) بعد توقيفهم ومنعهم من مواصلة عملهم. ويعاني مئات الاف اليمنيين جراء هذا الاعتداء من نقص في مياه الشرب يصل احيانا الى حد انعدام وجوده خصوصا في شهر رمضان. الممارسات نفسها ينفذها الحوثيين في العديد من المحافظات.
الاستيلاء على المساعدات
وبالعودة الى المجاعة فإن الحرب الدائرة في اليمن اسهمت في تجويع اليمنيين بسبب الحصار المفروض خارجيا على البلاد، وسيطرة الحوثيين والميليشيات على المساعدات الدولية الداخلة الى اليمن.
فمنذ ايام كشف مسؤول أممي، يعنى بتقديم المساعدات للاجئين والنازحين، أن ميليشيا الحوثي، لا تزال تقوم بعمليات سطو على المساعدات الأممية للنازحين داخل الأراضي اليمنية، معلنًا عن تعاون مع منظمات يمنية من أجل ضمان توصيل تلك المساعدات للداخل اليمني.
واعلنت الحكومة اليمنية باستمرار أن ميليشيات الحوثي تقوم بالاستيلاء على المساعدات في مطار صنعاء، وطالبت المنظمات الإغاثية بإرسال المساعدات لموانئ ومطار مدينة عدن.
كما طالبت بالمساعدة في رفع سياسة التجويع التي يستخدمها الحوثيون ضد اليمنيين.
يُشار الى ان ثلاثة دول يتم تصنيفها عالميا بالدرجة القصوى من حالة الطوارئ الإنسانية التي تم تصنيف اليمن فيها. والدول هي العراق وجنوب السودان وسوريا. وكانت جمهورية إفريقيا الوسطى مدرجة على هذه القائمة، لكنها سحبت منها قبل اشهر.
