تضاربت الارقام بشأن أعداد قتلى الجيش المصري في اشتباكاته اليوم مع الارهابيين في الشيخ زويد شمال سيناء والتي تراوحت بين 10 و60 قتيلا لكن المؤكد ان الارهابيين التابعين لانصار بيت المقدس نجحوا في شن سلسلة من الهجمات على عدد من المراكز العسكرية المصرية في المنطقة التي تشهد منذ اكثر من عام  عمليات ارهابية سقط خلالها العديد من القتلى في صفوف الطرفين (العسكريين والارهابيين).

الجيش المصري وعلى لسان المتحدث باسمه العميد محمد سمير، قدّر عدد العناصر الإرهابية التي هاجمت الجيش اليوم بحوالي (70) شخصا نفذوا عملياتهم الهجومية ضد (5) أكمنة بقطاع تأمين شمال سيناء.

وعلى الفور قامت القوات المصرية بالرد على العناصر الإرهابية بكافة وسائل النيران مما أسفر عن مقتل عدد 22 عنصرًا إرهابيًا وتدمير 3 عربات لاندكروزر محملة بالمدافع عيار 14.5 مم المضادة للطائرات ومقتل وإصابة 10 أبطال من رجال القوات المسلحة البواسل حتى الآن».

إلا ان وسائل اعلام مصرية وعربية كانت قد تحدثت عن مقتل 60 عسكريا مصريا في هجمات انصار بيت المقدس اليوم وفي تفجير سيارة عسكرية استهدفت مركزا للتفتيش تابع للقوات المسلحة،  الامر الذي لم تؤكده قيادة الجيش المصري.

سيناء والمتشددين

ليست المرة الاولى التي تشهد فيها سيناء هجمات ارهابية وهي التي اعتادت على ذلك منذ الثورة ضد نظام الرئيس حسني مبارك. الا ان هذه الهجمات تضاعفت بشكل كبير منذ عزل الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين.

فعدد أفراد الجماعات المسلحة الناشطين في المنطقة بعد عامين من الثورة كان نحو 100 شخص فقط. لكن عددهم زاد بعد عزل مرسي في صيف 2013 بشكل خارج عن السيطرة؛ حيث كان من السهل تجنيد العديد من الأشخاص الذين تضرروا من التضييق الأمني المستمر. كما انضم أيضًا العديد من الأشخاص ـ معظمهم من المناطق المعدمة بوسط وشرق شبه الجزيرة ـ إلى الجماعات المسلحة لكسب الأموال بعد ما فقدوا عملهم بسبب إحباط تجارة التهريب.

الامر نفسه يؤكده المراقبون الذين يقولون إن توسع شبكات الإرهاب في سيناء سببه الرئيسي الانتقام من وحشية قوات الأمن أكثر من كونه نابعًا من عقيدة جهادية متأصلة.

الذبح الداعشي

تبنت انصار بيت المقدس المنتشرة في سيناء وهي كبرى المجموعات المسلحة التي لها نشاط هناك، الفكر الداعشي، واعلنت في نوفمبر 2014 مبايعتها لتنظيم داعش وغيرت اسمها الى "ولاية سيناء".

وتمارس التنظيمات الارهابية الاعدام ذبحا، او رميا بالرصاص، بحق المواطنين الذين تتهمهم بالعمالة لصالح القوات المصرية.

وقد قامت هذه الجماعات في مدينة  الشيخ زويد بذبح خمسة رجال كانوا قد اعترفوا بإعطاء معلومات لقوات الأمن عن أماكن تواجد الجماعات. أحد الضحايا كان سامح سليم، الذي كان يعمل مدرسًا. ظهر سليم في أحد الفيديوهات التي نشرتها الجماعة في مطلع فبراير الماضي وهو يعترف بركوبه إحدى مركبات الجيش وارتدائه الزي العسكري والتعرف على منازل أفراد الجماعة المطلوبين.

ويُدرك الاهالي في المدينة ان ذبح هؤلاء الرجال بهذا الشكل العلني يحمل رسالة للمدينة بأكملها وهو عدم التعاون مع الامن ضدهم.

ولم تقتصر عمليات التصفية على هؤلاء الخمسة فقط، بل طالت عشرات الرجال، قالت انهم يتعاونون مع الامن المصري، او عملاء لصالح اسرائيل.