حل رمضان على محافظة تعز اليمنية والبؤس يخيم عليها وسط مجاعة تتهدد المحافظة بسبب الحصار والحرب، اذ اختفى القمح والطحين من المدينة، وكذلك الماء بالاضافة الى انقطاع الكهرباء عنها بالكامل.
ائتلاف الإغاثة الإنسانية في مدينة تعز الذي حذر منذ يومين من حدوث مجاعة انسانية في المحافظة، اقدم على توزيع حوالي (9650) سلة غذائية واستقبال نازحين في مركز إيواء لأكثر من (529) أسرة وتقديم كميات من الأدوية للمستشفى الميداني (الروضة) ومساعدة بعض الجرحى وإيصال المياه إلى بعض الأحياء، في لفتة منه للتخفيف عن عائلات المدينة، وبمساهمة من أعضائه ومن الجمعيات والمؤسسات والمبادرات ورجال الأعمال.
70% من سكان تعز نازحون
تقارير عديدة كشفت عن وجود حوالي (3.800.000) نسمة يحتاجون إلى إغاثة، وما يزيد عن 70% من سكان المدينة نازحون، قصدوا الارياف الى ذويهم ومعارفهم ويتقاسمون البيوت مع الاسر المضيفة اذ يتكدس اكثر من 30 و40 شخصا في المنزل الواحد.
ويفتقر حوالي مليون ونصف شخص في محافظة تعز لمياه الشرب، ويعانون من ارتفاع أسعار معظم السلع واختفاء المشتقات النفطية. أما النفايات فتتكدس على الطرق وفي الشوارع منذ بدء الاحداث ليتم تقديرها اليوم بحوالي 27 الف طن.
حصار تعز
فرضضت القوات الحوثية في ابريل الماضي الحصار على محافظة تعز التي تعد أكبر المحافظات اليمنية من حيث الكثافة السكنية، إذ يتجاوز عدد سكانها أربعة ملايين نسمة ومقاومتها تعتبر الأكثر تنظيماً.
وتقوم ميلشيا الحوثي وصالح بإنزال عقاب جماعي على سكان تعز وحاصرتهم من كل الاتجاهات مانعة دخول المواد الغذائية والتموينية الى المدينة.
وتواجه المحافظة مقاومة شرسة وتم الاعلان عن تجهيز وحدات في الجيش لفك الحصار عن تعز.
وعمدت الميليشيات الى القصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة للمباني والأحياء السكنية دون تمييز بين هدف عسكري ومبنى سكني ومشفى مما ادى الى سقوط العديد من الضحايا.
دعوات للمنظمات الدولية
وجه ائتلاف الإغاثة الإنسانية في مدينة تعز رسائل عاجلة إلى المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، لارسال المساعدات الى المدينية سائلا اياهم أين مساعدتاكم التي اكتظت بها موانئ جيبوتي؟! والممر الآمن الذي يؤمن وصول المساعدات.
وطالب الائتلاف السلطة المحلية إلى القيام بدورها في تقديم ولو الحد الأدنى من الخدمات، الماء الكهرباء ورفع القمامة وخاصة خلال شهر رمضان، خاصة بعد أن استلمت السلطة مخصصاتها من المحروقات الضرورية لتشغيل محطتي الكهرباء وناقلات القمامة.
وناشد الائتلاف رجال الأعمال والتجار المحليين الى القيام بدورهم المطلوب "ونحن مقبلون على شهر رمضان وحالة بؤس يعيشها الناس في هذا الظرف العصيب.
وكشف ان 300 ألف أسرة في تعز تحتاج الى الغذاء ومياه الشرب، فيما المستشفيات تنتظر الدعم ايضا.
12 مليون يمني مهددون بخطر المجاعة
أكثر من 12 مليون يمني من اصل 26 مليون يتهددهم خطر المجاعة بينهم مئات الآلاف من الأطفال بحسب احصايات اممية.
منظمات إنسانية عربية وأجنبية عملت على تقديم المساعدات لأكثر العائلات تضرراً في عدد من المدن اليمنية على رأسها عدن وصنعاء وتعز والحديدة وعمران، وتشمل المساعدات خدمات ومشاريع المياه والصرف الصحي والأمن الغذائي.
ويتلقى اليمن المساعدات وشحنات الدواء والطعام، لكن الكثير من تلك المساعدات لا تصل الى مستحقيها اما بسبب فرض الحصار على المدن، او استيلاء الميليشيات عليها.
