شاب اميركي ينتحر بعد سجنه 3 سنوات من دون محاكمة، واميركي اخر ينتظر منذ 43 عاما الافراج عنه من الحبس الانفرادي. ما يجمع بين هذين الشخصين هو تحدرهما من الاصول الافريقية، هذه الاصول التي ما زالت تعاني حتى اليوم في اميركا من التمييز ومما تقول عنه انه اضطهاد بحقها واسترخاص في قتل افرادها.
انتحار الشاب الاسود
على الرغم من مرور عامين على خروجه من احد اقسى السجون الاميركية التي امضى فيها ثلاث سنوات من المعاناة وسوء المعاملة والتعذيب، اقدم الشاب الاميركي ذو الاصول الافريقية كاليف براودر (22 عاما) على الانتحار شنقا، اذ عثرت والدته عليه السبت الماضي جثة هامدة في منزله.
وتقول العائلة ان دوافع ابنها الى الانتحار، هي المعاملة السيئة التي لقيها في سجنه، حيث ظلت مشاهد تعذيبه وضربه من قبل السجناء والحراس على حد سواء ماثلة في ذهنه على مدى العامين. وفي بيان لها قالت "لم يتمكن من تخطي الألم والندوب التي خلفتها تجربته في الزنزانة الانفرادية".
..واخر يمكث في الانفرادي منذ 43 عاما
ومنذ اسبوع، عرقلت ولاية لويزيانا الأمريكية عملية الإفراج عن سجين صدر أمر بإطلاق سراحه بعد قضاء 43 عاما في حبس انفرادي، اذ دخل السجن ولم يتجاوز عمره ال25 عاما بينما شارف اليوم على 68 عاما.
وطلب المدعى العام في لويزيانا بادي كالدويل من محكمة استئناف اتحادية منع الإفراج عن ألبرت وودفوكس، الذي كان يقضي حكما بالسجن لقتله أحد حراس السجن طعنا في عام 1972
ولم يتضح بعد مصير وودفوكس (68 عاما) مع خضوع القضية للإجراءات القانونية، وقد أمر قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية جيمس برادي سلطات الولاية الاثنين بالإفراج عن وودفوكس على الفور، قائلا إنه لا يجب أن يخضع لمحاكمة ثالثة في جريمة قتل الحارس.
ورغم اعتراف برادي بأنه "ظلم تعرض له السيد وودفوكس من خلال قضاء أكثر من 43 عاما في حبس انفرادي، وحقيقة أن السيد وودفوكس حوكم بالفعل مرتين"، قال المتحدث باسم المدعى العام إنه تقدم بطلب عاجل لوقف إطلاق سراحه، مشيرا إلى أن وودفوكس قاتل مدان مرتين وله سجل إجرامي حافل.
قتل السود
ولا يقتصر التمييز في اميركا ضد السود على الاحكام القضائية او المعاملة الاجتماعية او.. بل ان الامر يصل الى حد استسهال الشرطة الاميركية قتل الاميركيين السود واستخدام القوة المفرطة ضدهم، الامر الذي اشعل غضب السود في اميركا في نيسان الماضي فعمت التظاهرات مدنا اميركية عدة منددة بسياسة الشرطة التمييزية ضدهم. احتجاجات امتدت الى شهر مايو، واندلعت على خلفية وفاة فريدي غراي (25 عاما) في 19 ابريل متأثرا بالضربات التي تعرض لها على يد الشرطة في 12 ابريل اثناء محاولة القبض عليه. وشهدت التظاهرات اعمال شغب خصوصا في مدينة بالتيمور التي ينتمي اليها غراي، احتجاجا على سقوط مئات القتلى من السود سنويا على يد الشرطة الاميركية.
