Download App Fahad Al-Salem Center application on your IOS device Download Fahed al Salem Center application on your Android device
محاكمة صحفي سويدي بتهمة تهريب البشر "طفل الحافة".. سيلفي تعاملت معه وزارة العمل السعودية 2.4 مليار شخص بلا "مراحيض" الامم المتحدة تعرب عن قلقها الشديد بشأن قانون تركي يسقط تهمة الاعتداء على قاصر عند الزواج
أبرز الأحداث

تقارير اخبارية

الأكثر قراءة
عُلا.. قصة فتاة تحدت أقاويل المجتمع وتعالجت نفسياً
حاولت عُلا ان تهرب من باب احد المشعوذين الذي ساقوها اليه اهلها طمعا بشفائها من حالة طارئة ألمت بها ودامت لاشهر.
قالوا لها ان علاجها يكمن هنا، وان ما هي الا ايام وستشفى من الحالة النفسية التي دخلت بها وحالت بينها وبين التعاطي بايجابية مع المجتمع.
عند المشعوذ علا صراخ عُلا، عندما بدأ بضربها بعصا، مطمئنا اهلها بأنه يُخرج الجن من داخلها، ولم يشفع صراخ عُلا لها، فاستمر المشعوذ بحالته هذا على مدى نصف ساعة تقريبا، لتخرج الفتاة من هناك محطمة النفسية، كافرة بكل من حولها.
ولم تستطع ان تحمي نفسها من الذهاب الى هذا المشعوذ مرة ثانية الا بعد ان هددت اهلها بأنها ستنتحر ان اقتادوها الى هناك.
شهر مرّ، وحالة عُلا لم تتغير، الى ان تمكنت احدى الجارات من اقناع والدا عُلا بعرضها على طبيب نفسي، امتنع الاهل بادئ الامر لان بمفهومهم، الطبيب النفسي يعني ان ابنتهم مجنونة، اما المشعوذ فيعني ان هناك قوة خارج عن ارادة ابنتهم هي من تقف وراء حالتها.
لكن، ولأن الغريق بالقشة يتمسك، قرر اهلها اصطحاب ابنتهم الى طبيب نفسي، في زيارة طُبعت بالسرية والكتمان، حتى على اخوتها.
شخّص الطبيب حالتها، وادرك انها نتيجة لصدمة كبيرة تلقتها الفتاة، وانها تحتاج الى الراحة مع بعض الادوية لاستعادة طبيعتها.
وبالفعل ما هي الا شهر تقريبا، حتى عادت عُلا الى سالف ايامها، ولم تعد تلك الفتاة الكئيبة المنطوية على ذاتها بعد ان فشلت في دراستها وطُردت من عملها وانفصلت عن حبيبها. ثلاث صدمات كانت كفيلة بأن تطرح عُلا في الفراش وتُدخلها في عالم الكآبة ولم يكن علاجها عند مشعوذ او سحرة، بل بكل بساطة عولجت عند طبيب نفسي تفتخر اليوم بأنها تروي قصتها.
حالة عُلا لا تنفصل عن واقع مجتمعاتنا اذ تُظهر الدراسات ان حوالي 90% من العرب يحتاجون الى علاج نفسي، وان 10% حالتهم تتطلب المتابعة والعلاج الطويل لكن  المعتقدات القديمة في مجتمعاتنا رسخت في ذهن الكثيرين ان الطبيب النفساني لا يتعامل الا مع المجانين مما ادى الى احجام الاغلبية الساحقة منهم عن زيارة الطبيب النفسي خشية ان يقال عنهم انهم مرضى نفسيين او مجانين.
الازدراء والتحقير
يقول الاطباء النفسيين ان إحجام المرضى عن العلاج يرجع الى النظرة الدونية من المجتمع للمريض والتي تحمل قدرا كبيرا من الازدراء والاحتقار. أما “سبب هذه النظرة فهو تعميم إحدى صور المرض النفسي كالفصام مثلا على جميع الامراض النفسية اذ نرى مريض الفصام العقلي وهو يتكلم او يضحك مع نفسه مهملا لمظهره العام، لا يعتني بنظافته الشخصية، اللعاب يسيل من فمه… فيعتقد الناس ان هذا هو المريض النفسي”.
لكن الدراسات توضح ان انتشار الفصام بين الامراض النفسية هو الاقل وربما تصل نسبته الى 1% والقلق بأنواعه المختلفة يتراوح بين 1% و10%، والاكتئاب الذي يسبب نصف حالات الانتحار هو الاكثر انتشارا وتصل نسبته اكثر من 15%.
والارقام الطبية تقول ان 50% من حالات المنتحرين هم مرضى يعانون من الاكتئاب كان يمكن انقاذ حياتهم لو خضعوا للعلاج النفسي.
لا وجود لـشيء اسمه “الجنون”
هل “الجنون” موجود بين الامراض النفسية؟ لا يوجد مصطلح اسمه “الجنون” في الطب النفسي “إنما هو مصطلح شعبي مأخوذ من كلمة “جن” ويطلقونه على المريض الذي يعاني من الانفصام في الشخصية فيقولون انه مجنون. وحالة الانفصام بالشخصية لا تشكل اكثر من 10%، وإن 20 الى 30% فقط من هذه النسبة تعيش بحالة انفصال وانفصام كامل عن المجتمع أما ال70% الى 80% منهم يعيشون بحالة طبيعية مع مجتمعهم. وجميع الامراض النفسية بما فيها الانفصام بالشخصية لها علاج وان كانت نسبة النجاح تتفاوت بين نوع وآخر.
عوارض المرض
عوارض كثيرة تلك التي تؤشر الى وجود مرض نفسي منها اضطرابات النوم التي تُعتبر من الظواهر المشتركة بين كل الامراض النفسية، كما أن العزلة الاجتماعية والانطواء والنوم لساعات طويلة او عدم النوم والارق المتواصل، تعتبر مؤشرات لمرض نفسي. كذلك قضم الاظافر واصدار اصوات من الاضراس اثناء النوم، وتقطيع الشعر لا إراديا خاصة عند الفتيات بالاضافة الى التدخين بشراهة بهدف الراحة النفسية وبسبب العصبية والتوتر والخروج الدائم من المنزل فكل هذه الامور يجب ان لا تُهمل وأن تؤخذ بعين الاعتبار لانها تشير الى خلل نفسي يجب معالجته. كذلك عندما يفقد الانسان شهيته اتجاه ملذات الحياة وتسيطر عليه أفكار سوداوية ويشعر بأن الحياة لا معنى لها يكون ذلك من اعراض المرض النفسي.
تجليات المرض جسديا
يُمكن للامراض النفسية أن تظهر بأعراض عضوية بعكس ما يعتقد الناس منها الغثيان والقيء والم الظهر والاطراف. كذلك الاكتئاب عند كبار السن فإنه يظهر بأعراض عضوية في احيان كثيرة مثل النوبات المتكررة من آلام البطن وأوجاع الظهر. وفي ما خص الامراض النفسية الجسدية فإنها تتجلى في قرحة المعدة والالتهاب القولون، والصداع وشلل بعض الاعضاء والعمى الهستيري وزيادة ضربات القلب والتعرق الشديد واضطراب الغدة الدرقية واختلال نسبة السكر في الدم والحساسية وضغط الدم والأمراض العصبية… ويمكن للامراض النفسية أن تؤثر على البدن أكثر بكثير من الامراض الحسية البدنية.
9-6-2015
آخر الأخبار

مقالات

أهم المواضيع