أكثر من 100 مليون دولار يُنفقه العرب يوميا على التدخين، مما يعني انفاق المليارات سنويا على هذه الافة المضرة.
أكثر من 100 مليون عربي يدخن، وعشرات مليارات السيجارات تحترق في الوطن العربي سنويا، تبدأ في مصر بـ80 مليار سيجارة ولا تنتهي عند ال6 مليارات سيجارة التي يدخنها السعوديون.
اذاً وبمفهوم الارقام، فإن هذه الحقائق مذهلة في وطن عربي يعاني كثيرا من الضائقات الاقتصادية، ومن عجز في دفع تكاليف استشفائه وطبابته، ناهيك عن انتشار الامراض فيه.
والأنكى من ذلك ان هذه الاموال تُدفع على سجائر اميركية مما يعني ان المستفيد ماديا هو شركات تجارية اجنبية.
يسأل البعض ماذا لو تبرّع العرب بهذه الاموال لصالح الفلسطينيين، او السوريين او اليمنيين او الصوماليين او السودانيين او العراقيين... أو.. أو؟ لكن الاجابة تكون ان المدمنين على التدخين يستحيل عليهم وقف هذه العادة المضرة.
التدخين يقتل 5 ملايين شخص سنويا
بالعودة الى تأثير التدخين على صحة الانسان، فإن مضاره اكثر بكثير من ان تُحصى. فلم يستطع الايدز ان يضاهي بعدد ضحاياه ما يفعله التدخين، اذ ان 2 مليون شخص في العالم يموتون سنويا بسبب الايدز فيما وفيات التدخين تسجل 5.4 ملايين شخص سنويا.
وفي ما خص تأثير التدخين على الذين يعانون السمنة فإن الدراسات اثبتت ان أثبتت أن التدخين والسمنة معاً يزيدان من خطورة التعرّض للأمراض الصدرية والقلبية والأوعية الدموية، بالإضافة إلى أمراض الجهاز الهضمي.
وتدحض الدراسات فكرة ان الإقلاع عن التدخين يسبب زيادة في الوزن، ومن ثم تراكم الدهون في مناطق البطن، مما يمنعهم عن الاقدام على هذه الخطوة، فالدراسات تؤكد انه كلما زاد معدل استهلاك الفرد من التدخين كلما زادت سمنة البطن التي تعتبر من أخطر أنواع السمنة.
كما يسبب التدخين أمراض وسرطانات وجلطات دماغية وضيق الشرايين والذبحات القلبية، وسرطان الرئة وسرطان الفم والبلعوم والحنجرة، وضعف القدرة الجنسية.
ولا يقتصر اثار التدخين على المدخن فقط، بل ان اي شخص يجلس بالقرب من مدخن يُصبح حكما كالمدخن وهو ما يعرف بالتدخين السلبي، ويتعرض للامراض نفسها التي يتعرض لها المدخن ومن هنا ينصح الاطباء باستمرار بابعاد الاطفال عن الغرف التي يتم التدخين فيها.
العالم يفشل بالحد من التدخين
في كل 31 ايار يحيي العالم اليوم العالمي لمكافحة التدخين لتوعية المجتمع عن التأثير السلبي للسجائر على الصحة، التي باتت تؤدي الى الوفاة.
لكن بحسب المراقبين فإن حملات الارشاد والتوعية التي تنظمها جمعيات آهلية ورسمية للتحذير من مضار التدخين لم تنجح في التخفيف من نسبة المدخنين، اذ يبلغ عدد المدخنين في العالم اكثر من مليار و300 مليون شخص يعيش غالبيتهم فى بلدان فقيرة.
كما تفتقر الدول الى سن قوانين صارمة من اجل مكافحة التدخين.
أرقام مثيرة
80 مليار سيجارة يتم تدخينها في مصر سنويا، 6 مليار جنيه ينفق المصريون على السجائر، 6 مليارات سيجارة يستهلكها السعوديون سنويا
و6 مليار يستهلكها ايضا الاردنيون. 57% من اللبنانيين مدخنون، 800 مليون دولار تنفقها دول الخليج على التدخين سنويا، 100 مليون مدخن على الاقل في العالم العربي، و100 مليون دولار يدفعها العرب يوميا للتدخين
أما على الصعيد العالمي، فقد كشفت دراسة أميركية أجرتها جامعة ولاية واشنطن، عن تراجع نسبة التدخين بين الرجال والنساء خلال الفترة من عام 1980 إلى عام 2012، وجاء المغرب بين الدول الأدنى في عدد المدخنات.
كما أكدت الدراسة أن 187 دولة حول العالم شهدت انخفاضاً في أعداد المدخنين، بنسبة 42% في صفوف النساء، و25% في صفوف الرجال خلال الفترة المذكورة، وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين لبدء مكافحة التدخين في الولايات المتحدة منذ العام 1964.
وبين صفوف المدخنين إجمالاً، جاءت نيجيريا الأدنى في نسبة المدخنين في صفوف الرجال.
يُشار الى ان الدول التي تعتمد إجراءات لمكافحة التدخين، تشهد تراجعاً في أعداد المدخنين، والعكس.
التدخين وحوادث المرور
ربما يغيب عن البعض الربط بين التدخين وبعض حوادث السير التي تقع في مختلف المناطق. لكن دراسات كشفت عن تزايد نسبة التعرض للحوادث بين المدخنين الذين يمارسون عادة التدخين أثناء القيادة.
لكن كيف يتم تفسير هذه العلاقة؟ الاجابة ان إشعال السجائر وتدخينها أثناء قيادة السيارة يؤدي إلي تشتيت الانتباه والانشغال عن التركيز في القيادة من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن مادة أول أكسيد الكربون السّامة في دخان السجائر داخل جو السيارة المغلقة تزيد من نسبة هذا الغاز في الدم وتؤثر على وظائف المخ والأداء العصبي اللازم للسيطرة علي الحركات الدقيقة أثناء القيادة مما يؤدي الى بعض الحوادث.
ماذا يقول المدخنون؟
يبرر الكثير من المدخنين اقدامهم على هذه العادة المضرة، بأنها خارج عن ارادتهم، وان السيجارة باتت تسري في جسدهم كسريان الدماء، ولا يمكن التخلص منها.
بينما يُرجع البعض عدم اقلاعهم عن التدخين الى الظروف الصعبة التي يعيشونها من فقر، وضغط سياسي واخبار حروب، ويقولون ان السيجارة تساعدهم على الهروب من هذا الواقع والتخفيف من ضغوط الحياة.
