هي الاعاصير والزلازل والفيضانات التي لا ترحم بشرا ولا حجرا. ضحاياها بالملايين سنويا بين قتيل وجريح ومشرد، ليس اخرها اجبار 20 مليون شخص في العام 2014 وحده على التشرد ومقاساة الالم والفرار من منازلهم بسبب هذه القوة الخارجة عن ارادة الطبيعة والانسان.

تقرير صادر عن مجلس اللاجئين النرويجي في اسيا، كشف هذا الرقم واكد ان 90% من هذه الكوارث تحدث في قارة اسيا اذ بلغ عدد المتضررين 19.3 مليون شخص مرجعا الاسباب الى تغير المناخ الذي سيلعب دورا قويا في المستقبل من خلال زيادة وتيرة وشدة مخاطر الكوارث.

ويقول خبراء الأمم المتحدة العلميون إن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري تغذي ظواهر مناخية حادة مثل الموجات الحارة والأمطار الغزيرة.

والمناطق المعرضة للكوارث الطبيعية والتي تمتاز بمستوطنات سريعة النمو وضعيفة التشييد تعرض المزيد من الناس الى الخطر، مما يعني انه يمكن التخفيف من الاضرار عبر تحسين البناء.

زلزال النيبال..

العام الجاري 2015.. أوقع كارثة كبرى في النيبال وشاهد على كوارث الطبيعة، بعد ان ضرب البلاد زلزال بلغت قوته 7.9 درجة على مقياس ريختر وعلى عمق 15 كيلومتراً حسب الماسح الجيولوجي الأمريكي. قوة الزلزال شعر بها سكان نيودلهي وشمال الهند ويعتبر أعنف زلزال يضرب النيبال منذ 80 عاماً، كما انه أعنف وأكبر زلزال في العالم منذ وقوع زلزال بقوة 8.2 درجة في تشيلي في أبريل/نيسان 2014. ولم يقتصر الزلزال على ضرب البلاد مرة واحدة، اذ انه وبعد أسبوعين من الزلزال الاول ضرب زلزال ثاني النيبال والبلدان المجاورة لها وذلك في 12 مايو 2015 وبقوة 7.3 درجة، تبعه بعد دقائق زلزال ثالث بقوة 6.3 درجة. أما مدة الهزة  فتراوحت بين 30 ثانية ودقيقتين.

ضحايا ودمار

حوالي 8000 قتيل خلفه زلزال النيبال، هذا البلد الاسيوي الذي يعاني من الفقر. وبعد اسبوع من الزلزال الاول فُقد الامل بالعثور على ناجين تحت الانقاض. أما الجرحى فتجاوز عددهم ال14 الف شخص فيما دُمّر الاف المباني وتشرد عشرات الالاف.

زلزال النيبال هو احد الشواهد على غضب الطبيعة التي لا يملك الانسان حتى اليوم اي رادع لها. ويُشار الى ان الكوارث شردت في العام 2008 ما يقارب 26 مليون شخص في المتوسط، مما يعني ان الرقم في ال2014 شهد هبوطا بعدد المشردين لكن هناك ترجيحات لارتفاع كبير له في السنوات القادمة.

زلزال توهاكو

كما يعتبر زلزال توهوكو الذي وقع في اليابان عام 2011 احد ابرز الكوارث التي ما زالت راسخة في الاذهان والذي شرد 230 الف شخص، وقتل وفقد فيه الف شخص، ونجم عنه ايضا تدمير مطار سنداي في اليابان وتسجيل أعلى نسبة من الخسائر في الممتلكات وتدمير للبنيه التحتية وفي المحطات النفطية والمحطات النووية.

زلزالي توهاكو والنيبال، لا يشكلان سوى نقطة صغيرة في بحر الكوارث الطبيعة التي تضرب العالم لا سيما قارة اسيا، الا انهما يتشابهان مع كافة الكوارث بتخليف الضحايا والدمار وتشريد الملايين.